رجل تميز لكل قمة
تركي عبدالله السديري
مع الأخبار المتميزة التي اطلعنا عليها في الأيام القريبة الماضية نجد أن الرجل التاريخي الملك عبدالله.. لا يتوقف بمواهب ذاته فإنه وما أعطاه لمواطنيه من منطلقات تفوق حضاري على أنه رجل قمة محددة مع أن الكل من الزعماء في العالم الثالث وفي العالم الأول يعطي الرجل لبلاده ما تستطيعه فرص محدودة في العالم الثالث أو ما يأتي وهو استمرار تطور طبيعي يعيشه العالم الأول.. فهنا هو رجل تفوق في أكثر من قمة.. الرجل العظيم في فكره وذاته لا يبحث عن عبارات ثناء تميزه.. هو يستحقها لكنها ليست هي غايته التي سعى إليها بقدر ما سعى إلى تحضير مجتمعه في زمن لا يتجاوز العشر سنوات كي يكون في تقدم حضاري متعدد القدرات والكفاءات.. نعرف جيداً أن هذه ليست مهمة سهلة وبالذات في عالمنا العربي، لكنها بإرادة الملك عبدالله لم تكن مستحيلة التنفيذ ثم الأداء الناجح.. نعرف أننا منذ سنوات ليست بالبعيدة كنا نأمل أن نصل إلى واجهة العالم العربي أو قريباً ممن هم في تلك الواجهة..
الذي حدث أن الملك عبدالله أخذ مجتمعه عبر تعدد نوعيات المشاريع.. تعدد نوعيات مقاصد التعليم كي يتجاوز مجتمعه واقع العالم العربي الراهن ليكون في حالة حضور تقدمي عبر زمالة حضارية مشهودة..
بالصراحة.. في السابق كنا نقول: نعم تستطيع الدولة أن تقدم خطوات تحسين أوضاع عامة لكن مجتمعها في الكثير من فئاته بعيد عن مفاهيم التطور.. البعض قد يرى أن استمرارية الركود قد توفر الاستقرار أكثر مما تفعل ذلك المنطلقات الحضارية الهائلة، لكن شواهد الحال عربياً ودولياً تؤكد أن الرجل العظيم عبدالله كسب في الدرجة الأولى قناعة الأكثرية المطلقة في مجتمعه واستطاع وسط عدد من المنطلقات أن يكسب تلاقي مفاهيم العقليات والثقافات على ضرورة أن تبارك الدولة ومعها مجتمعها حقائق الفضيلة المهنية والاقتصادية والأخلاقية التي هي فيها.. كيف كانت الجامعات.. متى كنا شعب صناعة عدا واقع إنتاج البترول.. من كان يستطيع تطوير مفاهيم مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
نفس الشيء بعض الجامعات وأبرزها جامعة الإمام محمد بن سعود التي أتت الآن مع الجامعات بالحضور علمياً إضافة متميزة إلى كل ما لدى الجامعات من حضور.. أيضاً حقوق المرأة وصيانة كرامتها.. أيضا توسع وسائل التوظيف..
جزالة وعي الملك عبدالله وواقعه العقلاني الذي كسب جماعية التقدير هو أنه لم يقدم أفكاره كوسائل خصومات وإنما بالنتائج وبواقع تحويل القدرات الاقتصادية وإنما إلى تعدد إيرادات هذه القدرات عبر مقاصد تطوير الحياة الوطنية بمختلف فئاتها.. لنأخذ نوعيات شواهد مذهلة لم تتوفر في أي بلد في العالم بجزالة مذهلة لقدراتها المادية وشواهد أخرى بجزالة تنوعات الوعي وقدرات الحضور الاجتماعي للأفراد بتقارب المفاهيم بل بإجماع اليقين بضرورة سرعة التنفيذ ومعها النتائج..
هكذا هو بجزالة ما فعل لم يبحث عن ثناء شخصي لكنه قدم لوطنه ومجتمعه العديد من الثناء على الوجود حيث قفز بهم إلى أرقى وأعلى مما كانت تتجه إليه الأمنيات.. شيء من التفاصيل غداً..