كشف الدكتور ضياء حسين، الحاصل على دكتوراه الروماتيزم من بريطانيا، عن أن التعرض لأشعة الشمس والحصول على فيتامين D خلال الأيام الحالية تزامنًا مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة؛ قد يصبح مشكلة يواجهها الكثير من أفراد المجتمع.
وأوضح أن أهم حلول لمواجهة تلك المشكلة هي تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين D، إذ إن نقصه يؤدي لضعف الجهاز المناعي، وقد يصيب البعض باكتئاب وقلق في دورة النوم؛ لعدم وجود فارق بين الليل والنهار.
وأبان أن أهمية فيتامين D ترجع إلى أنه يساعد على امتصاص الكالسيوم، وبالتالي فإن له دورًا حيويًّا في بناء العظام وتكوينها، ما يقي من هشاشتها، كما يرفع من مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الأمراض المعدية، وكذلك أمراض القلب والمناعة والأمراض العقلية، كما يوفر حماية ضد عدة أنواع من الأمراض المستعصية، وهو فيتامين قابل للذوبان في الدهون يتم إنتاجه عندما تتواجد في الأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن أشعة الشمس بالجلد وتحفز تكوينه، يوجد أيضاً بشكل طبيعي في بعض المنتجات الحيوانية، بما في ذلك الأسماك الزيتية والبيض واللحوم، إذ يعاني أكثر من 50% من سكان العالم أعراض نقص هذا الفيتامين، خاصة كبار السن والأشخاص المصابين بالسمنة.
وأشار بأن نقص فيتامين D في الجسم من الأمراض الصامتة التي لا يشعر بها الشخص من بداية ظهورها، ولكن مع وصولها إلى مرحلة أقل تبدأ الأعراض في الظهور مثل الخمول والكسل والآلام في العظام تتحول بعدها إلى هشاشة عظام، ويصبح معها الشخص عرضة للكسور مجرد أي ضربة حتى لو كانت بسيطة؛ لأن نقص الفيتامين يعد من الأسباب الرئيسية لهشاشة العظام.
ولفت بأن الكثافة العظمية تصل عند الإنسان إلى ذروتها بين عمر 25 و30، وبعد ذلك يبدأ يخسر ما مقداره 4 بالألف من قوة عظامه كل سنة، ولكن السيدة بعد انقطاع الطمث فإن فقدانها للكتلة العظمية يكون أكبر بكثير عن الرجل، حيث تصل نسبة الفقدان عندهن إلى 3% كل سنة، فمعظم النساء لا يتمتعن في سن انقطاع الطمث بحياة صحية تسمح لهن بتعويض ما فقدن من الكثافة العظمية.
وأضاف أن ارتفاع معدل انتشار نقص فيتامين D في المجتمع، يحتم التشخيص المبكر قدر الإمكان، بجانب التوعية على جميع المستويات، خصوصًا عند صغار السن لسلامة نمو عظامهم، ووقايتهم عندما يكبرون من خطر هشاشة العظام وأي تشوهات في العظام، قد تنتج بسبب نقص هذا الفيتامين، وضرورة ترسيخ طرق الوقاية من نقصه لدى أطفال المدارس وتعزيز أساليب الحياة الصحية لديهم عن طريق التوعية الجادة.
وقال الدكتور حسين إن ذلك الفيتامين يتوفر بكميات متفاوتة في بعض المصادر الغذائية المتوفرة بالأسواق، فزيت كبد الحوت وكبد القرش وكبد سمك الهلبوت والأسماك الدهنية مثل التونة والسردين والماكريل والرنجة، مصادر جيدة لفيتامين D، كذلك فإن المحار والكافيار بأنواعه تتوفر بها كميات لا بأس بها من الفيتامين، كذلك الحليب وخصوصًا كامل الدسم، والبيض، وجبنة الريكوتا، ومن المصادر النباتية الحبوب المدعمة فهي من أكثر الأطعمة النباتية الغنية بالفيتامين التي غالبًا ما تؤكل مع الحليب، وينصح بتناول الأنواع التي يقل بها نسبة السكر والمشروم (الفطر)، وخصوصًا التي تعرضت للتجفيف تحت الشمس، وأيضاً هناك أغذية مدعومة بفيتامين D مثل الحليب ومشتقاته، وبعض أنواع عصير البرتقال وبعض حبوب الإفطار، إضافة إلى المكملات الغذائية.