علَّق مارك جارنو، وزير الخارجية الكندي، على تقرير فريق تحقيق حكومة بلاده حول إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ الحرس الثوري الإيراني، الذي أسفر عن مقتل جميع ركابها الـ176، بقوله: “إن التقرير لا يرى مشغل الصاروخ بأنه المقصر الوحيد في هذه القضية، بل يرى المقصر في مستويات أعلى بكثير، ويجب على إيران الرد”. مؤكدًا تعهد بلاده بمحاسبة إيران.
وفي التفاصيل، قال الوزير الكندي في تصريحات إلى قناة “إيران إنترناشيونال” إن نشر نتائج التحقيق الكندي حول تحطم الطائرة الأوكرانية سيكون مفيدًا في عملية تحقيق العدالة؛ لأن المعلومات الجديدة في التقرير، التي لا توجد في التقرير الإيراني، يمكننا التطرق إليها خلال المفاوضات مع إيران، وستساعد في كشف ملابسات هذا الحادث المأساوي.
وحول الأدلة الموجودة في التقرير الكندي، وليست موجودة في التقرير الإيراني، أوضح: “لم يحدد تقرير إيران أي مسؤولية بخصوص الحادث، واكتفى بالقول إن خطأ بشريًّا ارتكبه مشغل نظام الصواريخ. عدم تحمُّل المسؤولية هذا فظيع. وهي مسؤولية تقع على عاتق أشخاص أعلى بكثير من مشغل نظام الصواريخ، وتشمل هيكل القيادة والسيطرة بأكمله، حتى تقع على عاتق كبار المسؤولين ممن اتخذوا القرار بشأن عدم إغلاق المجال الجوي في تلك الظروف”، حسب “العربية نت”.
وفي المقابل، ردت إيران على التقرير الكندي على لسان محسن بهاروند، نائب وزير خارجيتها للشؤون القانونية والدولية، بحسب ما نقلت وكالة تسنيم اليوم الجمعة، الذي قال إن السلطات الكندية غير مؤهلة للإدلاء بأي تعليق حول هذا الملف.
وأضاف “بهاروند” بأنه تم الأخذ بوجهات نظر كندا كمستشار لأوكرانيا بعين الاعتبار لمرة واحدة في هذا الملف؛ وبالتالي من الناحية القانونية ليسوا مؤهلين بتاتًا لتقديم أي تقرير أو تعليقات أحادية الجانب حول تلك المأساة.
وختم زاعمًا أن بلاده أوفت بالتزاماتها كافة وفق القانون الدولي، وتواصل متابعتها وتنفيذها حسب جداولها الزمنية، وبصورة تدريجية.
وأتت تلك التصريحات بالتزامن مع تأكيد أهالي ضحايا الطائرة التي أُسقطت بصواريخ الحرس الثوري في يناير 2020 أنهم سيواصلون مساعيهم من أجل محاسبة المسؤولين الإيرانيين أمام المحاكم الدولية خلال الأيام المقبلة.
يُذكر أن الطائرة كانت قد أُسقطت بصواريخ أطلقها الحرس الثوري في يناير من عام 2020، بينما كانت الأجواء متوترة جدًّا عندها بين إيران والولايات المتحدة، إثر استهداف قاعدة عسكرية في العراق تضم جنودًا أمريكيين، بُعيد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في محيط مطار بغداد.
وزعم الحرس حينها، وبعد مماطلة وتكتم رسمي، أنه ظن أن الطائرة صاروخ فأسقطها، موديًا بحياة عشرات الأشخاص ممن يحملون جنسيات أجنبية، أغلبها كندية.
وحمَّل العديد من أهالي الضحايا السلطات الإيرانية مسؤولية تلك الفاجعة، مطالبين بمحاسبة قادة الحرس بشكل علني.