أدانت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ممثلة بـ”اللجنة التنفيذية”، وبأشد العبارات، الاعتداءات التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية، على الشعب الفلسطيني، في الأراضي الفلسطينية، وتُطالب المجتمع الدولي، والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ بضرورة التدخل العاجل للوقف التام لجميع هذه الاعتداءات التي تُشكل وصمة عار في جبين الإنسانية.
كما طالبت بوضع حدٍ لجميع الانتهاكات التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية المتمثلة في القصف العشوائي للمدنيين العُزل، وتهجير الفلسطينيين من منازلهم، ومنع المسلمين والمسيحيين من ممارسة عباداتهم في دور العبادة الخاصة بهم، ومنع طواقم الإسعاف من الدخول إلى حيث الجرحى والمصابين لتقديم المساعدة الطبية الإسعافية لهم ونقلهم إلى المستشفيات.
وأكدت المنظمة، في بيانٍ لها بخصوص اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وحصلت “سبق” على نسخة منه، على إدانتها لمصادرة الأراضي والمنازل والممتلكات الفلسطينية بشكلٍ عام، وإخلاء الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا من منازلهم، مؤكدة أن جميع هذه الأفعال تُشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
وحملت إسرائيل المسؤولية الكاملة عن منع طواقم الإسعاف من الدخول إلى حيث الجرحى والمصابين لتقديم المساعدة الطبية الإسعافية لهم ونقلهم إلى المستشفيات، واستهدافها لمبانٍ تابعة لمنظمات وهيئات إغاثية وإعلامية، مؤكدةً أن ذلك يعد انتهاكًا صارخًا لمقتضيات القانون الدولي الإنساني، الذي يوجب احترام وحماية أفراد الخدمات الطبية في كل الأحوال، وكذا احترام وحماية الأعيان المستخدمة لعمليات الغوث الإنساني، والذي يشدد على أن الجرحى والمرضى والعجزة والحوامل يكونون موضع حماية واحترام خاصين، وأن دولة الاحتلال مُلزَمةً بالسماح بعمليات الإغاثة لمصلحة السكان، واحترام وحماية أفراد الخدمات الطبية المدنيين أمر واجب. وفي الفقرة الثالثة منها أنه “على دولة الاحتلال تقديم كل المساعدة الممكنة لأفراد الخدمات الطبية للمدنيين في الأقاليم المحتلة لتمكينهم من القيام بمهامهم الإنسانية على الوجه الأكمل”.
وذكرت المنظمة بمقتضيات مذكرة التعاون الموقعة فيما بين جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية نجمة داوود الحمراء تحت رعاية الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر 2005. كما طلبت من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السعي إلي تفعيل بنود تلك الاتفاقية التي نصت على دخول طواقم الإسعاف الطبي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى داخل كل الأراضي الفلسطينية المحتلة لتقديم المساعدة الطبية، واحترام النطاق الجغرافي.
كما دعت المجتمع الدولي بمؤسساته الحكومية وغير الحكومية إلى التحرك السريع لوقف هذه العمليات العسكرية، وإلزام الجيش الإسرائيلي باحترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المتعلقة به، وضمان حماية المدنيين في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعبّرت المنظمة عن تقديرها للجهود الكبيرة التي يبذلها الهلال الأحمر الفلسطيني تحت تلك الظروف الصعبة لتقديم الخدمة الطبية الإسعافية والمواد الإغاثية لضحايا الأحداث الدائرة، وللهيئات والجمعيات الوطنية التي بادرت إلى تقديم المساعدات للهلال الأحمر الفلسطيني لمواصلة جهوده.
كما عبّرت عن شكرها للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولجميع المانحين الفاعلين في الساحة الإنسانية على جهودهم لإغاثة الشعب الفلسطيني.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بحكم مسؤوليتها عن رعاية مبادئ القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المتعلقة به، إلى السعي بمطالبة الجانب الإسرائيلي باحترام تلك المبادئ للقانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات الدولية المعنية بحق الفلسطينيين.
كما دعت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والجمعيات الوطنية العربية بشكلٍ خاص، إلى تكثيف مساعدتهم الإنسانية لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وفق بيان الاحتياجات الصادرة عن الجمعية. كما ناشدت المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
جاء البيان في إطار المتابعة المستمرة للأمانة العامة للمنظمة للوضع الإنساني المأساوي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة من جراء العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي وما نتج عنه من ضحايا ومصابين وتهجير قسري للفلسطينيين، ضمن اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة العربية الاستثنائي الطارئ اليوم عن بُعد برئاسة جمعية الهلال الأحمر البحريني الرئيس الحالي للدورة الـ 45 للهيئة العامة للمنظمة العربية، وبحضور كلٍ من الهلال الأحمر الفلسطيني، والهلال الأحمر السعودي، والهلال الأحمر العراقي، والهلال الأحمر المصري، والهلال الأحمر المغربي.
وبحث الاجتماع اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية، والاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، والدعم المطلوب للهلال الأحمر الفلسطيني، بعد استعراض آخر التطورات في الأرض الفلسطينية، وما آلت إليه الأوضاع بسبب تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين وتهديدهم بالتهجير القسري من منازلهم خصوصًا في حي الشيخ جراح، وحي سلوان، ومنع المصلين من المسلمين والمسيحيين من الوصول إلى أماكن العبادة الخاصة بهم، ومنع طواقم إسعاف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من تأدية مهامهم الإنسانية لإسعاف ونقل الضحايا، بل والاعتداء عليهم، ومنعهم من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لإسعاف ونقل المصابين، واستهداف المدنيين، والمراكز والأعيان المدنية والإعلامية، والمراكز الإسعافية والإغاثية، وبعد الاستماع إلى تقرير الهلال الأحمر الفلسطيني والمركز العربي للاستعداد للكوارث حول الوضع الإنساني المتردي في الأراضي الفلسطينية، واستنادًا إلى الأسس القانونية المتمثلة في اتفاقيات جنيف 1949 والبروتوكولات الثلاثة الملحقة بها، وإلى القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة الصادرة حول الشأن الفلسطيني، وهي القرارات: 242/ 1967 – 338/1973 – 478/1980 – 2334/2016.