تُعدّ محلات بيع وتحميص القهوة من أكثر الأنشطة التجارية نموًا في منطقة جازان، حيث يبلغ عددها حاليًا نحو 418 محلًا، فيما تبلغ المساحة الإجمالية لتلك المحلات 32,637 مترًا مربعًا.
واستغل شباب وفتيات جازان الاستثمار الناشئ منذ سنوات في مجال القهوة المختصة، مستثمرين تحفيز الدولة لرواد ورياديات الأعمال، فقاموا بتطوير هذا المجال وابتكروا وأبدعوا لتظهر مشروعات متميزة يمتلكها شباب وفتيات المنطقة.
وأثّرت تلك المشروعات الحديثة اقتصاديًا بتوظيف مئات الشباب والفتيات في جازان الذين تحوّلوا رغم حداثة سنّهم لصانعي ومقدمي القهوة “الباريستا” ، وأسهموا بشكل مباشر في تحقيق النجاح لمشروعات بيع القهوة الناشئة.
ووفقًا لأديب مدخلي، الذي يملك محلًا لبيع القهوة في جازان، فإن نجاح المشروعات الاستثمارية ومنها محلات بيع القهوة يعتمد بعد توفيق الله على إعداد الدراسة والتحضير الجيد للمشروع، واحترام العميل وتلمس احتياجاته، ورفع مستوى الجودة، فكل مشروع يتميز بقيمة إضافية من السهل بروزه ونجاحه كون الناس لديها ذائقة عالية واطلاع على كل جديد، ودائمًا هناك فكرة جديدة تستحق النجاح.
وأكد مدخلي أن أهم أسباب نجاح المشروعات الحديثة لبيع القهوة، هو قدرتها على التأثير في المجتمع والتأثير المباشر في العائلات بتوظيف أبنائهم السعوديين الذين أثبتوا أنهم قيمة عالية، مبينًا أن المحلّ الذي يملكه يضم 21 موظفًا وموظفة من الشباب السعوديين، وذلك بنسبة 90% من طاقم العمل الكامل، مؤكدا أن هؤلاء الشباب والفتيات هم رأس المال الحقيقي والمؤثر في النجاح والتطور .
واستعرض الشاب عبدالعزيز هتان رحلة التحاقه بالعمل “كاشير” بأحد محال القهوة، عقب المرحلة الثانوية وقبل التحاقه بالجامعة، وهي المرحلة التي أسهمت في تنمية الطموح والشغف لديه لتحقيق النجاح، حتى استطاع امتلاك مشروعه الخاص بالشراكة مع أحد أصدقائه وهو لا يزال في الـ 20 من عمره، مؤكداً أن الطموح والشغف من أهم أسباب النجاح، وتقوده للتوفيق بين مشروعه الاستثماري ودراسته الجامعية.
وبين هتان أن الموظفين السعوديين أثبتوا كفاءتهم العالية وتعاملهم الراقي مع العملاء، وقابليتهم للتدريب والتعلّم والتطور وكذلك الإبداع، مفيداً أن معظم صانعي القهوة في المحلّ هم من الشباب من طلاب الجامعة الذين أدركوا قيمة العمل في مرحلة مبكرة من حياتهم.
بدورها أكدت خولة جوحلي، مالكة محل لبيع القهوة، أن إقبال الشباب والفتيات في جازان للعمل كصانعي قهوة هائل جدًا، وهو أحد محفزات الاستمرارية والنجاح للمشروعات الحديثة والاستثمار في هذا المجال الذي يتطلب بحثًا عن الفرص المناسبة في السوق، ويكون لديه القدرة على الاستمرارية والتطور والتحديث المستمر.
ووفقًا لأمين عام غرفة جازان الدكتور ماجد الجوهري، فإن النشاط التجاري لمحال بيع القهوة “الكافيهات” الحديثة، من أكثر الأنشطة التجارية نموا بمنطقة جازان خلال الثلاث سنوات الماضية، مبينًا أن ذلك النمو جاء مدفوعًا بتشجيع الدولة لدعم ريادي ورياديات الأعمال لتطوير النشاط، وتقديم العديد من الابتكارات فيه، سواء فيما يتعلق بالقهوة ذاتها وطرق التحميص والنكهات، أو فيما يتعلق بتصميم الديكورات المتميزة والمبتكرة للمحال.
وكشف الدكتور الجوهري أن محال بيع القهوة الحديثة في جازان تتصف بجدواها الاقتصادية الكبيرة، وبدأت تستحوذ على نسبة عالية من العوائد، حيث تشير التقديرات إلى أن حجم العوائد على الكافيهات الحديثة يبلغ نحو 107 % .