قدّرت دراسة اقتصادية، أن حجم استيراد المملكة من الزيوت العطرية تجاوز 8 مليار ريال سنويًّا، ومن ضمنها زيت الفل؛ مما وضع المملكة على قائمة الأسواق الأولى على مستوى الشرق الأوسط في مجال استيراد الزيوت العطرية.
وقدمت الدراسة العديد من المؤشرات الرئيسية حول استثمار زراعة وصناعة منتجات الفل والأثر الاقتصادي لذلك؛ حيث يوجد أكثر من 227 ألف شجرة فل في جازان، يزرع في كل هكتار زراعي 1000 شجرة فل، ونسبة الاكتفاء من الإنتاج المحلي ما يقارب 18% فقط؛ حيث أكدت الدراسات أن شجرة الفل الواحدة تنتج 6 كيلو جرامات فل خام، ويبلغ سعر الكيلو جرام الواحد من الفل 50 ريالًا، وينحسر استخدامه حاليًا في الزينة فقط؛ بينما لا توجد أي مصانع لزيوت الفل أو الصناعات التحويلية تسهم في تنويع مصادر الدخل.
وأكدت الدراسة، أنه إذا نجح المستثمرون في زراعة 1.126000 شجرة فل في جازان؛ فإنه يحقق إنتاجًا يُقدر بـ6756000 كيلوجرام من الفل الخام يستخلص منه ما يقارب 21957 كيلوجرام من زيت الفل يتحقق معه عائد اقتصادي يقدر بـ247 مليون ريال، وتستهدف وزارة البيئة والمياه والزراعة زراعة 10 مليون شجرة فل مستقبلًا.
ووفقًا لأمين عام غرفة جازان الدكتور ماجد الجوهري؛ فإن المنطقة على موعد لتقديم مشروع مدينة الفل للاستثمار، وطرحه كأحد مشروعات المنطقة الذي يتوافق مع مرتكزات وأهداف رؤية 2030؛ حيث يعد مشروع مدينة الفل في جازان المستقبل الجديد لمزارعي الفل في منطقة جازان والتي تعد الوجهة الأكثر ملاءمة للاستثمار الزراعي والصناعي للزيوت العطرية.
وأضاف، أن مشروع “مدينة الفل يتوافق مع مبادرة ولي العهد “السعودية الخضراء”، وتستهدف خطة وزارة البيئة والمياه والزراعة زراعة 10 ملايين شجرة فل، وأيضًا كمشروع صناعي يتوافق مع “صنع في السعودية” للصناعات التحويلية في مجال العطور ومستحضرات التجميل، ينتج ما يقارب 22 ألف كيلوجرام من زيت الفل مستخلص من 1126000 شجرة فل.
ولفت “الجوهري” إلى أن مدينة الفل، ستكون وجهة استثمارية حيوية جديدة في منطقة جازان؛ وذلك للقدرة التنافسية في مجال الزراعة والصناعة التحويلية، والذي يمكّنها من صناعة منتج سعودي ذا جودة عالية.
وبيّن أن الدراسات والواقع الاقتصادي والموقع الجغرافي يشجع على خلق فرص استثمارية كبرى في جازان.. وتشير الإحصائيات الحالية إلى وجود 277.350 ألف شجرة فل في المنطقة، و14 مشتلًا مرخصًا لبيع الفل في جازان؛ في حين يبلغ الإنتاج السنوي من الفل 280 طن في السنة؛ مضيفًا أن أبرز مقومات زراعة الفل في جازان هي: (المناخ، والتربة، والموروث الشعبي الاجتماعي للمنطقة الذي أسهم في استمرار زراعة هذه النباتات طوال العقود الماضية).
وأشار “الجوهري” إلى أن من أبرز المعوقات التي تواجه زراعة الفل، عدم وجود صناعات تحويلية وأيضًا ارتفاع أجور العمالة، وكذلك عدم وجود خطة تسويقية للمنتج؛ مبينًا أن هناك استراتيجيات لتفعيل زراعة الفل؛ منها تأسيس ودعم جمعية الفل بالمنطقة، وإنشاء مصانع متكاملة للفل، وتخصيص دعم لمزارعي الفل.