دعا الطيار السعودي عبدالله الزهراني الذي تأهل مؤخراً للمرحلة الثانية في المسابقة العالمية الخاصة باختيار المشاركين في أول رحلة بشرية إلى المريخ، المواطنين في مختلف الدول العربية لمؤازرته حتى يتمكن من تجاوز المرحلتين الباقيتين ويكون بين الرواد الأوائل للكوكب الأقرب إلى الأرض.
وقال الزهراني، في تصريح خاص لـ”عاجل”، إن اختياره ضمن 1058 فقط تمكنوا من تجاوز المرحلة الأولى التي شارك فيها 200 ألف مرشح من مختلف أنحاء العالم يمثل مؤشراً على أن حلمه بالمشاركة ليس بعيداً، مضيفاً أن هذه الرحلة ستحقق للعالم العديد من الفوائد العلمية و الإجتماعية.
وأشار الزهراني إلى أن المرحلة الثانية من المسابقة تعتمد على إجراء الفحص الطبي والحالة المعنوية للمشاركين، مشيراً إلى أن الفحوصات الطبية تتم بناءاً على الأنظمة المتبعة في منظمة الطيران الفيدرالية الأمريكية، وهو يخضع لها – بحكم عمله – بشكل دوري، ما يمثل نقطة قوة ستساعده للانتقال إلى المرحلة الثالثة .
وأضاف الزهراني أن هذه الرحلة تعتبر حديث العالم أجمع لما لها من أهمية كبرى في حال نجاحها وذلك بتغيير تاريخ الحياة على الأرض، مشيراً إلى أن الإنسان إذا استطاع أن يستوطن المريخ فإنه سيتمكن من الهجرة للأبد من كوكب الأرض وقد يترك الكثيرون الحياة على الأرض لما فيها من أحداث لا يقبلها العقل البشري.
واستنكر الزهراني قول البعض أن هذه الرحلة تعد انتحاراً، متسائلاً :” كيف لا يقتنعوا بأنها رحلة في سبيل العلم ؟”. وأضاف :”المتأمل في كتاب الله يجد أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتفكر في خلقه وفي الكون بكل ما فيه ولن نستطيع التفكر والتدبر إذا لم نستطع أن نخوض غمار الكون والوصول إلى أبعد ما يمكن إليه” .
وأعرب الزهراني عن استعداده للإجابة على كل الاستفسارات والأسئلة من قبل هيئة كبار العلماء أو من المتخصصين في علوم الطيران والفضاء، ومواجهتهم بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة الصحيحة في أي مكان كان، مشدداً على أن “ما ينوي القيام به ما هو إلى في سبيل العلم والتقدم للأمة الإسلامية”.
وكان علماء دين انتقدوا مشاركة الزهراني في الرحلة، معتبرين ذلك مخالفاً للإسلام كونه يلقي بالانسان إلى التهلكة، الأمر الذي أثار ضجة واسعة في مختلف الأوساط .
من جهة ثانية، ذكر الزهراني لـ”عاجل” أنه وبغض النظر عن فوزه في المسابقة من عدمه، سيقدم عدداً من البرامج التلفزيونية التي تحكي عن الفضاء والطيران وكيف يمكن للعرب والمسلمين التقدم في هذا المجال، بما يساهم في انجاح المشروع الذي يتبناه الآن وهو إنشاء وكالة عربية للطيران والفضاء وتنافس الموجودة حالياً.
وأوضح الزهراني أن الهند لا تملك ما يملكه الوطن العربي من إمكانيات مادية وفكرية، لكنها استطاعت أن تنافس الغرب في مجال الطيران والفضاء، مشدداً على أهمية دور العلماء والدعاة في تأصيل البحث العلمي من القران الكريم والسنة الصحيحة، حيث أن ذلك يعتبر من أهم ما يميز القرآن الكريم والسنة الصحيحة وذلك لأنها تحوي كل شيء {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}، وقال تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} .
وتابع :”يبدو ذلك جلياً فيما تقوم به هيئة الإعجاز العلمي في القران الكريم، فهي تثبت أن ما يحققه الغرب من اكتشافات واختراعات موجود في القرآن الكريم، لكن ذلك يكون متأخراً جداً حيث يكون للغرب السبق في الإبداع والاكتشاف ويكون لنا التأكيد على نجاحهم بينما نبقى نحن في المؤخرة ونستقي منهم علومهم” .
وأشار الكابتن عبدالله الزهراني إلى أنه يدعو المجتمع العربي كافة، والقنوات الإعلامية بوجه الخصوص إلى دعمه في هذه المنافسة لاسيما أن المراحل القادمة ستعتمد بشكل كبير على التصويت حيث سيتم عرض المنافسات على التلفزيون .
وختم قائلاً :”في الغرب وصلوا إلى ماوصلوا إليه، وهم لا يؤمنون بالله فماذا يمكن أن نصل إليه إذا تيقنا وآمنا بقدرتنا على ذلك بما أتانا الله من إمكانيات مادية ومعنوية ؟”.