الاتهامات المتبادلة كانت أبرز عناوين اللقاء الذي جمع الوفد الصيني، ونظيره بإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بمدينة “أنكوريج” في ولاية ألاسكا، في ظل ما تشهده حالياً العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية التي تعد الأسوأ منذ عدة سنوات، ويبدو أنها تتجه نحو المزيد من التدهور.
ففي أول لقاء رفيع المستوى بين أمريكا والصين، منذ تولي الرئيس الأمريكي “جو بايدن” منصبه في يناير الماضي، وفي أول محادثات وجهاً لوجه بين ما يعتبره البعض أعظم قوتين حالياً عُقد اجتماع “أنكوريج” بولاية “ألاسكا”، أعلن الوفد الصيني أن وفد الولايات المتحدة، انتهك بروتوكول الاستقبال منذ بداية الاجتماع.
ونقل التلفزيون المركزي الصيني تصريحات ممثل الوفد الرسمي للبلاد، والذي قال تعليقًا على انطلاق الاجتماع: “وصل الوفد الصيني بنوايا صادقة إلى الاجتماع لإجراء حوار استراتيجي مع الولايات المتحدة، وكان مستعدًا وفقاً للبروتوكول المتفق عليه مسبقًا بين الجانبين”.
وأضاف ممثل الوفد في تصريحاته: “تجاوز الجانب الأمريكي بشكل مفاجئ الحد الزمني للكلمة الافتتاحية، في توجيه هجمات واتهامات لا أساس لها ضد سياسات الصين الخارجية والداخلية في هونغ كونغ وتايوان، وشينجيانغ، مما أدى إلى تلاسن في الكلام”.
وتابع: “رد الجانب الصيني بحدة على هذه التصرفات، هذه ليست أخلاقيات التعامل مع الضيوف، كما أنها لا تتماشى مع البروتوكول الدبلوماسي”.
وقال كبير المفاوضين الصينيين يانغ جيتشي: “الولايات المتحدة ليست مؤهلة للتحدث مع الصين بطريقة متعالية، والشعب الصيني لن يقبل هذا الأسلوب، نحن دولتان رئيسيتان في العالم، ويجب علينا أن نتجنب المواجهة، وعليكم أيها الأمريكيين أن تتوقفوا عن التدخل في شؤوننا الداخلية فوراً”.
أما مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان فقال في بداية المحادثات مع نظرائه الصينيين: “لا نسعى إلى الصراع لكننا نرحب بالمنافسة وسوف ندافع دائمًا عن مبادئنا وشعبنا وأصدقائنا”.
ومن جانبه أبلغ وزير الخارجية أنتوني بلينكن كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيتشي، وعضو مجلس الدولة وانج يي أن الجانب الأمريكي سيناقش “مخاوفه العميقة” بشأن الإجراءات الصينية في “شينجيانغ” و”هونغ كونغ” و”تايوان”، فضلاً عن الهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة والإكراه الاقتصادي للحلفاء.
وقال بلينكن: “كل من هذه التصرفات تهدد النظام القائم على القواعد الذي يحافظ على الاستقرار العالمي”.