أعرب رئيس الحكومة الإماراتية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن أمله في ألا يترشح وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة المقررة في وقت لاحق من العام الجاري، كما دعا حاكم دبي إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران، معرباً عن اعتقاده أن طهران صادقة فيما تقوله عن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، وتوقع الشيخ محمد بن راشد، الذي يشغل كذلك منصب نائب الرئيس، أن يرحل الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية المطاف عن المشهد في بلاده.
جاء هذا في مقابلة خاصة مع الخدمة العالمية بهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، التي تناولت نطاقاً واسعاً من القضايا العربية والمحلية.
ورداً على سؤال بشأن رؤيته لمستقبل وزير الدفاع المصري قال الشيخ “مكتوم”: “آمل أن يبقى في الجيش، و(أن يترشح) شخص آخر للرئاسة”.
واعتبر أن مصر أصبحت في حال “أفضل كثيراً” في ظل غياب الرئيس محمد مرسي، الذي عزله الجيش في يوليو 2013.
وبسؤاله عما إذا كان يرى أن مصر أفضل بدون مرسي قال الشيخ محمد بن راشد: “أفضل كثيراً.. (قلت) إنهم سيبقون (في الحكم) عاماً واحداً فقط، ثم سيجد الشعب والجيش حلاً، إن هذا أفضل لمصر”.
وبشأن النزاع في سوريا قال إن الإمارات سوف “تساعد، لكن لن تتدخل” في الأزمة، وبسؤاله عن عدم انخراط الإمارات في الأزمة مثل قطر، أجاب قائلاً: “ربما لدى قطر سبب أو رؤية، لكن هنا.. لا نريد التدخل لدى آخرين.. يجب أن نساعد، ولكن لا نتدخل”، وكان يشير إلى دعم اللاجئين السوريين الذين دفعهم الصراع في بلدهم إلى دول مجاورة مثل الأردن وتركيا.
وعن مصير الرئيس السوري بشار الأسد توقع الشيخ “مكتوم” رحيله عن المشهد في نهاية المطاف، قائلاً إن “الأسد سيستغرق وقتاً طويلاً.. لكن إذا قتلت شعبك فليس بوسعك البقاء.. سترحل في نهاية المطاف”.
وفيما يتعلق ببرنامج إيران النووي دعا إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها في ظل الاتفاقية التي توصلت إليها الجمهورية الإسلامية مع القوى الغربية في نوفمبر الماضي.
وقال: “إيران جارتنا ولا نريد أي مشاكل.. ارفعوا العقوبات وسوف ينتفع الجميع”.
وأعرب عن اعتقاده أن الحكومة الإيرانية صادقة فيما تقوله عن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي الذي تشك حكومات غربية في أن الغرض منه صناعة أسلحة نووية.
وفي هذا الصدد قال: “تحدثت إلى (الرئيس الإيراني السابق محمود) أحمدي نجاد، وقال لي: إذا أطلقت صاروخاً على إسرائيل، فكم سأقتل من الفلسطينيين؟ وحينها ستدمر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مدن بلادي.. لست مجنوناً كي أذهب إلى هذا الحد.. إنه سلاح من الماضي”.
وبشأن قضية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، تعهد رئيس حكومة الإمارات بأن تتعامل بلده مع إسرائيل في كل المجالات بشرط توقيع اتفاقية سلام، وقال: “سوف نفعل كل شيء مع إسرائيل.. سنتاجر معهم ونرحب بهم.. لكن وقعوا اتفاقية سلام (أولاً)”.
وتطرقت المقابلة كذلك إلى قضية الأمريكي الذي تم سجنه بعد إدانته “بالسخرية من شباب الإمارات” من خلال المشاركة في إعداد مقطع مصور ساخر، ورداً على سؤال بشأن إذا ما كانت المعاملة التي تلقاها الشاب الأمريكي عادلة، أجاب الشيخ “مكتوم” بالنفي، لكنه استدرك قائلاً: “نحاول تغيير هذا.. لسنا مثاليين، ونحن نحاول تغيير هذا.. (عند حدوث) أي أخطاء نذهب ونحاول التغيير.. لسنا مثاليين، لكن نبذل قصارى جهدنا”.