نجحت السعودية في إعادة تشكيل الحراك الإقليمي والعالمي لقطاع “الإبل” بطريقة لم يعهدها المجتمع الدولي من قبل، مع تقديم مساهمات منهجية لمؤسسة رعاية الإبل.
جاء ذلك من خلال تأسيسها لمنظمة الإبل الدولية (IOC)، وهي منظمة غير ربحية مقرها الرياض، تأسست في مارس من العام الماضي (2019).
وتضم أكثر من 100 دولة، من أجل تطوير وخدمة كل ما يتعلق بالإبل كموروث، أسسها ويرأس مجلس إدارتها الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين، الذي يرأس أيضًا مجلس إدارة نادي الإبل في السعودية، الذي تأسس بأمر ملكي عام 2017.
ورغم حداثة تأسيس منظمة الإبل الدولية (IOC)، إلا أنها استطاعت أن تُقدم المملكة كمحور ارتكاز عالمي يتولى بخبراته العميقة قيادة هذا القطاع الحيواني الحيوي في العالم أجمع” وتجاوز المفهوم التراثي للإبل، إلى صناعة ما يسمى بـ”اقتصاديات الإبل العابر للقارات”.
ويمكن القول، إن المنظمة الدولية نجحت خلال عشرين شهرًا من تأسيسها فقط في خلق اهتمام على مستوى “الخريطة العالمية” للإبل، أضف إلى ذلك قدرتها الكبيرة النافذة في صناعة تكتلات أوربية وشرق أوسطية، هي الأولى من نوعها، تذهب معها إلى مأسسة رعاية الإبل.
وبدأت التأثيرات العالمية تتجلى دراماتيكيًا بعد سبعة أشهر فقط من تأسيس المنظمة، وتحديدًا في التاسع والعشرين من أكتوبر 2019، الذي كان بمثابة البداية الحقيقية لصناعة الأحلاف الدولية، بعدما أعلن رئيس مجلس إدارة المنظمة الإبل الدولية (IOC)، على حسابه الشخصي على تويتر (F_BinHithleen@)، عن عقد الملتقى الأول لملاك مزارع الإبل في أوروبا، بمشاركة ثماني دول أوربية والموافقة حينها على تأسيس الجمعية الأوربية ومقرها (سويسرا)، وإطلاق جائزة لأفضل مزرعة إبل أوروبية.
وتتولى المنظمة الدولية للإبل قيادة الجهود الأممية، من أجل إيصال موروث ثقافة الإبل عالميًا، واستمرار نشرها على مستوى الدولي، بالإضافة إلى زيادة وتعميق الدراسات الميدانية المتعلقة بالإبل ودعمها بمختلف الوسائل الكفيلة؛ لإنجاحها وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجه ملاك مزارع الإبل في نموها وتربيتها.
والعنصر الأهم هو دورها المحوري في تشجيع إقامة مزارع جديدة للإبل، وبناء قاعدة بيانات وخريطة مفاهيم دولية عن الإبل، التي سيتمخض عنها في حال الانتهاء منها تدشين عصر جديد لقطاع الإبل، سينعكس على الحالة الاقتصادية والاستثمارية لجميع الدول الأعضاء.
كما أطلقت المنظمة عددًا من المبادرات العالمية خلال الفترة الماضية، مثل البرنامج الدولي “عبر الإبل”، الذي يهتم بنشر أنشطة الإبل وإرثها التاريخي، ومبادرة “سفراء المنظمة الدولية للإبل”، التي تسعى إلى جذب شخصيات عالمية عامة في مختلف مجالات الحياة للتعاون مع المنظمة في نشر الموروث الثقافي للإبل.
ويستطيع أي مراقب أن يدرك مسارات التأثير العالمي للمنظمة، من خلال نظرة بانورامية سريعة لحسابها على منصة تويتر (@camelsorg)، ويمكن الاستشهاد باجتماعين افتراضيين نوعيين أقيما في نوفمبر الماضي للروابط التابعة لها، الاجتماع الأول لأعضاء الرابطة الأوروبية لأصحاب مزارع الإبل، الذي عُقد بمشاركة 13 دولة أوروبية، تمخض عنه انتخاب مجلس إدارة الجمعية للسنوات الأربع المقبلة (2021-2024)، بالإضافة إلى تشكيل فريق عمل للبدء في عمليات تسجيل الإبل وسلالتها، وتطوير نشاط الإبل، والتعاون مع المراكز الطبية لتطوير القطاع الصحي.
وتحت جناح المنظمة الدولية للإبل أيضًا، عُقد المؤتمر الدولي الثاني الافتراضي في آسيا الوسطى تحت عنوان: “تحقيق أهداف التنمية المستدامة في آسيا الوسطى من خلال تطوير ثقافة تربية الإبل”، بمشاركة كل من: أوزبكستان، وأفغانستان، وكازاخستان، وقيرغيزستان، والهند، وباكستان، ومنغوليا، ومن أهم التوصيات الناتجة عنه، “دعم إنشاء الجمعية الآسيوية لملاك مزارع الإبل، و”تشجيع الاستثمار في تربية الإبل ومنتجاتها”.
ولتثبيت واقع المنظمة الدولية للإبل (ICO) على الخريطة العالمية، وقِّعت في منتصف سبتمبر الماضي، اتفاقية تعاون مشتركة مع منظمة Angels of Animals العالمية المهتمة برعاية الحيوان ومقرها فرانكفورت بألمانيا.
وتتركز جهودها في حماية الحيوانات أثناء النقل، وهي خطوة تسعى المنظمة من خلالها إلى تطوير عمليات نقل الإبل خلال المسافات الطويلة عبر وسائل نقل متعددة.
إضافة إلى نشر الوعي بأهمية التقيد بلوائح رعاية الحيوان وسلامة نقله على المستوى العالمي، وهو ما يعزز حماية حقوق الإبل سواء في النقل أو الرعاية، وتوثيق كل ما يتعلق بها من أوجه القصور وإفساح المجال لتلقي الشكاوى، في إطار المطالبة بتطبيق اللوائح الدولية الخاصة برعاية الحيوان والحفاظ عليه.
أما تشكيل الحراك الاقتصادي والاستثماري للإبل عالميًا، بدأ تحديدًا بعد صدور قرار الحكومة السعودية بإنشاء “نادي الإبل” في عام (2017)، الذي تمكن من إطلاق حدثه السنوي الكبير والمتمثل في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، والذي لفت أنظار العالم إليه، وانطلقت نسخته الخامسة الحالية في الأول من ديسمبر الجاري ويستمر لـ 44 يومًا في منطقة “الصياهد الجنوبية” التي تبعد عن العاصمة الرياض بنحو 150 كلم، ويشمل سباقات الهجن وسباقات الهجيج والطبع والمزاين.