رأى مراقبون سياسيون ليبيون، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفريق عمله، وعلى رأسهم مدير الاستخبارات هاكان فيدان، مصرون على التوجه نحو إفريقيا ودمج أكبر كم من التنظيمات المتطرفة بمنطقة الساحل والصحراء، في معادلة واحدة لاستهداف ليبيا.
وبحسب “سكاي نيوز عربية”: يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حشد الإرهابيين داخل ليبيا عبر محاور مختلفة، أبرزها جنوبي البلاد، من خلال زرع هذه العناصر المسلحة بالقارة، ضمن تحركات تنطوي أيضًا على أهداف متعددة.
وتتواتر التصريحات الرسمية التركية بشأن ضرورة تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، التي تتزامن مع انتشار منظمات دينية وجمعيات خيرية تضم عناصر استخباراتية تمهد الأرض لاستقبال العناصر الإرهابية من المعسكرات، وذلك مع توالي خسائر أنقرة الميدانية في ليبيا وسوريا على السواء.
ويأتي هذا التحرك التركي مدعومًا بالمال القطري، الذي يغطي تحركات “وكالة التنسيق والتعاون” التركية “تيكا”.
ورصد مراقبون ليبيون تأثير هذا التحرك على الأمن القومي للبلاد، خصوصًا مع دمج بعض الميليشيات المتطرفة ببعضها، وإعادة هيكلة الأخرى، بعد تعيين الجزائري أبو عبيدة يوسف العنابي زعيمًا جديدًا لما يعرف بـ”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي”، خلفًا لعبد المالك درودكال.
وقال الباحث السياسي الليبي أحمد حمزة: ليبيا تمثل أهمية خاصة لدى ساسة العثمانية الجديدة.
وأضاف: “تركيا لم تتردد للحظة في التحرك نحو ليبيا بعد الفوضى التي لحقت بها في بداية عام 2011، بحكم جغرافيتها مع مصر والجزائر؛ لذا تدعم أنقرة الجماعات المتطرفة، وتحديدًا جماعة الإخوان الإرهابية”.
وأردف: “أردوغان” انتقل في ليبيا من مرحلة تدمير المؤسسات إلى مرحلة تأسيس مشروع فرض جماعة الإخوان الإرهابية في دول شمال إفريقيا.
وتابع: “الرئيس التركي يتبع تكتيكًا جديدًا ويغير تحركه لدمج الجماعات الإرهابية والتنظيمات الأصولية بإفريقيا، لاستهداف ليبيا، لكن عبر الحدود الجنوبية، وليس عبر البحر المتوسط أو الأجواء المكشوفة لكافة أجهزة المتابعة والرصد لحركة الطيران.
وأشار “حمزة” إلى أن هذه التحركات التركية تفسر اهتمام الجيش الوطني الليبي بدك معاقل التنظيمات الإرهابية في جنوب ليبيا مؤخرًا.
من جانبه قال المحلل السياسي الليبي سعد مفتاح: إن دول غرب إفريقيا تمثل “رأس حربة” في مخطط تركيا بالمنطقة، وتحديدًا في ليبيا.
وأضاف: هناك وقائع تشير إلى تورط العديد من العناصر المتطرفة بنيجيريا في تنفيذ أعمال عنف وقتل داخل ليبيا.
وأردف: من خلال مفهوم السيطرة على الأرض، فقد أصبح هناك ما يشبه دولة في غرب إفريقيا، تضم شمال مالي والكاميرون ونيجيريا، تسيطر عليها جماعة بوكو حرام المتطرفة.
وتابع المحلل السياسي الليبي بالقول: الوضع يؤكد وجود “مخطط كبير لتلغيم غرب وشمال إفريقيا بالتنظيمات الإرهابية، وتحويل نيجيريا لمصنع تفريغ للعناصر المتطرفة، على غرار معسكرات المتشددين بشرق تركيا، لتوريد هؤلاء مستقبلاً إلى دول الساحل والصحراء وشمال إفريقيا، وتحديدًا ليبيا.