سيكون علي آل زبارة اليامي، تغريدة السعوديين الذين سيحتفلون به اليوم وهم يقرأون قصته، وسيتابع الوسوم التي ستكتب اسمه، وبلاغة المغرّدين وتغريداتهم التي يحصيها من ولاية كاليفورنيا, كيف لا وهو يتابع أداءهم وإبداعاتهم من الشركة الأم لـ “تويتر”، التي يعمل فيها مهندساً لحوسبة مثالية الأداء في “تويتر” التي استقطبته بعد أن عانى الأمرين مع الجامعات السعودية، فمن تجربةٍ مريرةٍ مع قسم الحاسب بجامعة الملك سعود، وضياع معاملته بين مطرقة الإهمال وسندان تطفيش الكفاءات، إلى تجارب أخرى لم يكتب لها النجاح كالمعتاد بجامعة الملك فهد للبترول وجامعة طيبة، وجامعة نجران.
آل زبارة الذي تخلى عن المشرط والمعطف في كلية الطب، وذهب لما يهواه قلبه وعقله لبرمجة الحاسب الآلي ظل يكافح يوماً بعد آخر، فتصاميم أنامله كانت منطلقةً من مسقط رأسه نجران، فصمّم موقعاً للغرفة التجارية الصناعية، وتناقلت أخبار إبداعه، حتى عمل في إحدى شركات الاستضافة في الرياض، وعندما بدأت طلائع برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث كان يجري نحو حلمه لدراسة الحاسب الآلي وبرمجته، فواصل خطاه نحو هدفه المتمثل في دكتوراه الفلسفة في علوم الكمبيوتر. وهو اليوم يدرس، ويعمل في شركة “تويتر” مهندساً للحوسبة مثالية الأداء.
يقول آل زبارة في حديثه ويحكي تجربته في الابتعاث، قائلاً: في بداية دراستي التحقت بكلية الطب بجامعة الملك سعود وأمضيت مدة من الوقت، لكن هوايتي للحاسب الآلي وعلومه دفعتني للعمل في الغرفة التجارية الصناعية بنجران، أنشأت خلالها موقعاً للغرفة افتتحه أمير منطقة نجران السابق الأمير مشعل بن سعود، ثم عملت في شركة استضافة ناشئة في الرياض، ولما أُعلن عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي التحقت بجامعة شمال “أيوا” للعمل مع الدكتور “باول قري” للحصول على درجة البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي وحصلت عليها بتفوق ولله الحمد، بعدها واصلت دراساتي العليا بجامعة “كولورادو بولدر” وحصلت على درجة الماجستير والآن على مشارف الحصول على درجة الدكتوراه في الحاسب الآلي من الجامعة نفسها.
وتابع قائلاً: أنا من الدفعة الأولى في برنامج خادم الحرمين الشريفين، حيث كان ابتعاثي في شهر أكتوبر عام ٢٠٠٥، في البداية واجهتني بعض الصعوبات التي قد تواجه أي مبتعث في الخارج، أهمها صعوبة الاندماج في المجتمع الجديد، والتغلب على الصدمة الثقافية والحضارية الناتجة من الاختلاف الكبير بين الثقافتين، وبمعونة الله ثم بالصبر والعزيمة استطعت تجاوزها ولله الحمد.
وتابع “علي آل زبارة” حديثه، قائلاً: في فترة الدراسات العليا عملت مساعد محاضر لمواد الاختراق الإلكتروني الأخلاقي والحوسبة فائقة الأداء، ومساعد باحث في الحوسبة السحابية للحوسبة فائقة الأداء والمثالية، وأيضاً حوسبة البيانات الضخمة، وشاركت في بعض المؤتمرات العلمية وورش العمل المتخصّصة في الحوسبة السحابية وحوسبة البيانات الضخمة ببحوث علمية محكمة، وللعلم أغلب طلبة الدراسات العليا في الحاسب الآلي يبحثون عن العمل في الشركات الكبرى (وبالتحديد في السيليكون فالي) التي تعمل في مجالات تكون مرتبطة كلياً أو جزئياً برسائل الماجستير أو الدكتوراه، حتى يتم تطبيقها فعلياً، وحل المشكلات النظرية على أرض الواقع ما يسهم في رفع مستوى رسالة الدكتوراه وجودة البحوث العلمية الناتجة منها، ويمكن لأي طالب دراسات عليا أجنبي العمل بدوام كامل في حالة توافر شروط معينة يشترطها مكتب الطلبة الأجانب (ارتفاع المعدل الأكاديمي، توصية المشرف الدراسي، بيئة العمل مطابقة لمجال الدراسة)، إضافة إلى أن تلك الشركات تبحث عن طلبة الدراسات العليا المتميزين للعمل فيها ويتم استقطابهم مبكراً قبل أن يعملوا في شركات أخرى منافسة، لارتفاع مستوى التنافس بين تلك الشركات.
وأردف “آل زبارة”: أعمل اليوم في “تويتر” بولاية كاليفورنيا التي توفر بيئة رائعة ومحفزة للإبداع والإنتاج بعد أن تم استقطابي للعمل في شهر مايو 2013 بمسمّى “مهندس الحوسبة مثالية الأداء في تويتر” كأول سعودي يعمل بالشركة الأم وهذا يجعلني في تحدٍ خاص مع ذاتي لتقديم عملٍ مشرفٍ لوطني وشخصي، ويتلخص مجال العمل في التأكد من أن جميع خدمات تويتر الحاسبية تعمل على مدار الساعة باستقرار وكفاءة وبأفضل أداء بزمن استجابة قصير جداً (أجزاء من الثانية )، إضافة إلى مراقبة سرعة استجابة الخدمات وطريقة ربطها وتحليل الأخطاء البرمجية المسبّبة لزيادة زمن الاستجابة أو الانحدار في أداء أيٍّ من الخدمات.
وعن تحقيق شركة “تويتر” جائزة أفضل بيئة عمل لعام 2014، قال: أشعر بالسعادة والفخر بمجهود مديري “تويتر” الجبارة خلال السنوات الماضية لتوفير بيئة عمل جاذبة ومحفزة، وبالتأكيد الإحساس الآن بالمسؤولية أصبح أكبر للعمل بمستوى يوازي الجهد المبذول لتوفير بيئة العمل هذه.
وعن أهم الصعوبات التي تواجه المبتعث أجاب: أعتقد أن حلقة الوصل مفقودة بين الطلبة المبتعثين والجامعات السعودية، وذلك نتيجة تجربة شخصية حيث تقدمت بناءً على نصيحة نائب الملحق الثقافي الدكتور “محمد العمر” إلى عدد من الجامعات السعودية بعد مرحلة الماجستير، تواصلت مع جامعة الملك سعود قبل سنتين عن طريق برنامج الاستقطاب، وأجريت المقابلات الشخصية في قسم الحاسب الآلي، ولم يتم التواصل معي، وبعد أشهر عدة تواصلت مع برنامج الاستقطاب الذي اخبرني بأن معاملتي مازالت في قسم الحاسب الآلي وأنه أرسل طلباً إلحاقياً للاستفسار، وعندما تأخّر الرد تواصلت مع أمين لجنة القوى العاملة هاتفياً وشرحت له الموضوع وأخبرني باستغرابه الشديد حيث إنه قد تمت الموافقة ورفع طلب التوصية بالاستقطاب من قِبلهم، ويبدو أن المعاملة فُقدت، وأنه تمت إعادة رفع الأوراق بموافقة مجلس القسم إلى مجلس الكلية الذي أعادها بملاحظات داخلية مع قسم الحاسب، وتابعت المعاملة مع القسم في أثناء تواجدي في المملكة، واجتمعت مع أعضاء لجنة القوى العاملة، وتم إخباري بأنه ستتم إعادة رفع المعاملة.
بعد أشهر عدة تواصلت مع لجنة القوى العاملة، أُفهمت بأن المعاملة انتهت بالموافقة من القسم والكلية، وأنها الآن في برنامج الاستقطاب فتواصلت مع البرنامج فأخبروني أنه لم يتم الرد عليهم إطلاقا من قِبل الحاسب الآلي، حينئذٍ تواصلت مع سكرتارية قسم الحاسب الذي أحالني إلى مدير مكتب وكيل الكلية للشؤون الأكاديمية، فأحالني بدوره إلى مدير مكتب عميد الكلية، الذي أخبرني بأنه لا توجد لي معاملة نهائيا، ووجّهني إلى قسم الاتصالات الإدارية للبحث عن المعاملة حينها توقفت عن البحث والمتابعة! حتى أُخبرت منذ أسابيع بأن قسم الحاسب الآلي يطلب من برنامج الاستقطاب رفع طلب إلحاقي مع كامل أوراقي مرة أخرى! كما تقدّمت لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وأجريت مقابلة وأفهمت بان عليّ إنهاء دراسة مرحلة الدكتوراه ثم التقدم للالتحاق بالجامعة، وكذلك جامعة طيبة، وجامعة نجران وطلبات الالتحاق لدى الجامعات الثلاث.
وأضاف “آل زبارة”: إن هناك جهوداً مشكورة تبذلها الملحقية الثقافية لمست أثرها كطالب مبتعث تعامل مع الملحقية قبل وبعد إدارة الدكتور “محمد العيسى”، فله مني جزيل الشكر على تعاونه ومساندته.
وأشاد “آل زبارة” بموقع سفير الذي أحدث نقلةً نوعيةً في الخدمات المقدمة للطلبة المبتعثين بشكل عام، وأثنى على دعم الدكتور محمد العمر نائب الملحق للشؤون الأكاديمية، لتذليله الصعاب في الأوقات التي يحتاج إليها أبناؤه الطلبة.
وختم بقوله: أحمد الله على توفيقه، وأتوجّه بالشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين “حفظه الله”، على برنامج الابتعاث الخارجي، وما يقدّمه لأبنائه الطلبة من خدمات جليلة، وأسأل الله تعالى، أن يعينني على إنهاء دراستي والعودة إلى بلادي للمساهمة بالعمل في خدمة وطني ورد الجميل للوطن والقيادة والله الموفق