عائشة فتاة يهودية أو كانت كذلك قبل أن تعتنق الإسلام، هي إسرائيلية أمها متدينة وجدها كان حاخامًا شهيرًا، لكن ذلك لم يمنع الإسلام أن يتدفق إلى قلبها، تقول إنها استمعت إلى سورة من القرآن وكانت تعاني ألمًا حادًا في البطن ما لبث أن زال خلال سماعها لآيات القرآن، وتروي كيف تعرفت على مركز “دار السلام” في إحدى القرى العربية داخل إسرائيل، والذي مهَّد لها الطريق لاعتناق الإسلام.
أشهرت إسلامها في المسجد الأقصى، بيد أنها لم تستطع أن تصارح أسرتها، فقسمت نفسها بين عالمين فهي تصوم مع أهلها في يوم الغفران وتضيء الشموع أيام السبت، لكنها أيضًا تستيقظ قبل أمها وتؤدي صلاة المسلمين، تخرج مكشوفة الشعر وترتدي الحجاب في الخارج، تصوم رمضان.
وكانت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية قد سلطت الضوء على مركز إسلامي في قرية كفر قرع العربية داخل إسرائيل يركز نشاطه على إقناع الفتيات اليهوديات باعتناق الإسلام.
وقالت الصحيفة: “إن مركز” دار السلام” الذي يهدف إلى تعريف غير المسلمين بالإسلام ومبادئه، اتضح أنه يعمل تحديدًا “على استقطاب الفتيات الإسرائيليات لدين محمد”، مشيرة إلى أنه ليس للمركز موقع إلكتروني ولا يقيم حتى أية نشاطات إعلامية.
وقالت: “إن المركز يعمل من منطق “عضو يجلب” آخر”بحيث تقوم الفتاة أو الشاب الذي دخل حديثًا إلى الإسلام بالإتيان بأصدقائهم، للتعريف بالإسلام عبر دروس يتم إلقائها باللغة العبرية تحاول إقناع القارئ اليهودي أن الإسلام هو الطريق إلى السعادة.
وتعرض “معاريف” لفيديو يظهر فتاة اعتنقت الإسلام وسمت نفسها “عائشة”، وتصف رحلتها إلى الإسلام بالقول:” كل شيء بدء عام 2008، كنت أعاني آلام شديدة في البطن، وقتها قامت صديقة كانت مهتمة بالإسلام بإرسال فيديو لي لسورة من القرآن المقدس، فجأة بدأت آلام بطني تزول، وفي الوقت الذي انتهت فيه السورة عاد الألم مجددًا، أدركت حينها القوة الكامنة في القرآن”.
وأضافت: “قرأت بمرور السنوات قصصًا على مواقع الإنترنت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورغبتي في اعتناق الإسلام تزايدت، لكن لم يكن أحد ليساندني ولم أرغب وقتها في اعتناق الإسلام والعيش طبقا لمنهجه”.
وتابعت عائشة: “منذ سنوات كنت مع صديقة لدى زوجها في قرية بوادي عارة، وإذا بشيخ من جماعة دار السلام يمر إلى جوارنا، قام بإعطائي كتابًا حمل اسم “الطريق إلى السعادة” وهو كتاب يتحدث عن الإسلام”.
ومضت في القول: “وضعتُ الكتاب جانبًا، وبعد سبعة أشهر، وبينما كنت أقوم بترتيب كتبي بالغرفة، وجدت الكتاب وقرأته حتى النهاية، وجدتُ مكتوبًا في نهايته “للتفاصيل والاستيضاح “ورقم تليفون، وببساطة سجلت الرقم واتصلت، رد عليَّ أحد الشيوخ، أفصحت له بما أريد أن أفعل. أوضح لي كل شيء وفي تلك اللحظة حددنا موعدًا نذهب فيه للأقصى وأقوم بإشهار إسلامي”.
ووصفت عائشة لحظة نطقها بالشهادة قائلة: “لا أدري إن كان بالإمكان أن أصف بالكلمات إحساسي عندما وقفت ونطقت ( أشهد أن لا إله إلا الله)”.
توقفت عائشة وجسدها يرتعش بينما أجهشت بالبكاء، وواصلت حديثها بالقول: ” (وأشهد أن محمدًا رسول الله) فيما ارتفعت أصوات التكبير في القاعة التي تم تسجيل الفيديو بها بمركز دار السلام.
وتابعت: “في تلك اللحظات بدأت أبكي بكاءً طاهرًا، نظيفًا، كأنما قام أحدهم بفتح صنبور مياه وقطرات الماء الطائرة تساقطت منه”.
“أنتم بالتأكيد تجلسون هنا وتتساءلون هل علمت أسرتي بهذا الأمر” قالت عائشة لجمهور الحاضرين وأضافت: “لا، لم يعلموا أي شيء، باستثناء أبي وابنة أختي فقد علما وقاما بمساندتي، لأن ما هو خير لي خير لهما، ولكن إن علمت أمي أو شقيقاتي بالأمر فهذا شأن آخر مختلف بالمرة”.
وأوضحت عائشة: “أخبرت أصدقائي ومعظمهم ساندوني، ولكن بعضهم لم يتفهم، وسألوني الكثير من الأسئلة، فأوضحت لهم أنه ليس أمرًا سيئًا أن تكون يهودي، لكن أؤمن أن الإسلام هو الطريق، الطريق للسعادة، للنور، من الظلام الذي كنت فيه”.
” الشييء الذي أحزنني كثيرًا أنني لم استطع أن أرتدي المنديل (غطاء الرأس الإسلامي المتعارف عليه في المنطقة) بشكل دائم، حيث أعيش في بيئة يهودية، لكني أقوم بأخذ المنديل معي لدى مغادرتي للمنزل وأقوم بارتدائه في الحافلات والقطارات”. تروى عائشة.
“ورغم كل الصعاب التي واجهتني إلا أنني لم أستسلم، انتظر حتى يخرج الجميع من المنزل وأصلي، في الصباح أستيقظ في هدوء حتى لا تستيقظ أمي وأؤدي الصلاة، أمي صعبة للغاية، حيث تنحدر من بيت يهودي وجدها كان حاخامًا شهيرًا بالقوقاز”.
“قبل أن اعتنق الإسلام” تقول عائشة للجمهور: “كنت متدينة، أصوم في يوم الغفران وأضيء شموع السبت.. أيضًا في يوم الغفران الأخير قمت بالصيام مخافة أن يشكوا في أمري أو يشعروا أني أسلمت”.
وتواصل سرد قصتها: “أعيش في عالمين، أصوم في رمضان وبعد ذلك أصوم في يوم الغفران”. وتجهش الفتاة مجددًا بالبكاء.
“الآن معي هنا صديقة أخرى اعتنقت الإسلام الحمد لله- وهناك أيضًا ثلاثة آخريات لم يتمكن من المجيء اليوم للأسف، صديقتي الأولى التي أسلمت كانت معي عندما أسلمت، جلسنا في المنزل وأخبرتها بخطوتي، كنت منفعلة للغاية وهي أخبرتني أنها أيضًا تريد اعتناق الإسلام، سافرنا سويًا (إلى المسجد الأقصى) وأشهرنا إسلامنا وشيئًا فشيء بدأنا نتعلم ما هو حلال وحرام وكيف نصلي، بعد عدة أيام أخبرتني صديقة أخرى أنها تريد أن تسلم”.
وتقول عائشة في الفيديو: “إن الكثير من صديقاتها توجهن إليها وأنها تقوم بتعليمهن الصلاة، وتروي كيف أقدمت غالبية صديقاتها على اعتناق الإسلام بعد أن تعرفن عن كثب عليه، مؤكدة أنها وصديقاتها لازلن في بداية الطريق، إذ أن هناك الكثير ليتعلمنه”.
واختتمت بتوجيه رسالة للمسلمين قالت فيها: “أريد أن أقول شيئًا لكل مسلم لا يقوم بنشر الدين، كل مسلم وُلد مسلمًا يجب أن يحمد الله، كم آسف لأني لم أولد مسلمة، أهدرت الكثير من السنوات في الظلام، يؤسفني أن مسلمين لا ينشرون الدين، كم هو طاهر ديننا، كم هو حقيقي، أناس من العالم كله يقومون باعتناقه، وهؤلاء الذين ولدوا به لا يقومون باستثماره، أدعو كل مسلم أن يتحرك من تلقاء نفسه وينشر الدين”.
شاهد الفيديو من هنا ..