أقحمت أمانة جازان مخطط الضاحية الكبرى في قريتيْ الطراشية والمقوزة؛ مما تَسَبّب في منح مواطنين أراضٍ تقع داخل منازل مواطنين يسكنون القرى منذ سنين طويلة، وبعض منهم مُنحِوا على مقبرة قديمة للقريتين؛ ليكتشف الممنوحون عظاماً عندما هموا بالبناء فيها؛ وهو الأمر الذي عرقلهم وعرقل سكان القريتين؛ حيث لم يتمكن بعضهم من استخراج صكوك على الأراضي.
وعلى الرغم من صدور توجيهات وقرارات لجان متكررة؛ تؤكد على أمانة منطقة جازان أن تُخرج القريتين من كروكي الضاحية السكنية؛ ومنها توجيه صادر عام 1431هـ، وتبعته عدة معاملات ومطالبات وتوجيهات وتعقيبات، بدءاً من تشكيل لجنة عليا من جهة عليا، والذي انتهى بالجزم بأقدمية القرية وعمرها يزيد بعقود طويلة عن المخطط؛ وهو الأمر الذي صدر عنه التوجيه بإحاطة القريتين بحزام وتسوير المقبرة وتعويض الممنوحين داخل حزام القريتين بقطع بديلة؛ لكن لم ترَ أي من هذه التوجيهات نوراً، والواقع لا يزال يُثبت أن كل المساعي الذي بذلها هؤلاء المسؤولون متجمدة في الأمانة.
زارت “احد المصادر” القريتين في جولة ميدانية سابقة، ورصدتها في تقرير ميداني كان عنوانه: “شاهد من جازان.. الضاحية الكبرى تكتم أنفاس سكان الطراشية وتنبش القبور”، وعاودت الكرة للوقوف على مستجدات القضية ميدانياً؛ إلا أن شيئاً لم يتغير؛ سوى ازدياد العظام المتناثرة على جنبات القبور؛ وهو الأمر الذي فتح مجالاً لإعادة السؤال لمتحدث فرع وزارة الشؤون الإسلامية بجازان محمد كريري، عن دورهم في هذا الموضوع، والذي جدد ذات التصريح الذي أدلى به قبل 230 يوماً، وهو أن مندوب فرعهم ينتظر توجيه مقام الإمارة بخروج اللجنة.
ومن خلال متابعة “احد المصادر” لهذا الموضوع تَبَيّن أن اللجان التي خرجت سابقاً أثبتت وجود القبور والمقبرتين على الواقع، وأوصت بنزع المنح من داخلها، وتسويرها؛ حيث يقول الأهالي إن اللجنة التي خرجت سابقاً تكفي عن خروج لجان أخرى؛ فحفظ كرامة الموتى وإنهاء معاناتنا يتطلب موقفاً مستعجلاً من قِبَل الجهات ذات العلاقة، قائلين بأنهم متفائلون بقدوم الأمين الجديد للمنطقة ليضع حداً لمعاناتهم.
وحاولت “احد المصادر” مع المتحدث الرسمي باسم أمانة منطقة جازان حسين معشي، ومنذ ما يزيد على 230 يوماً، بأن يدلي بما لدى الأمانة عن هذه القضية وجددت المطالبات أيضاً خلال 5 أيام ماضية لتصل مدة امتناعه عن التصريح في هذا الملف لأكثر من 230 يوماً.