رجّح الخبير البحريني رضى الموسوي، أن يكون هناك “اتفاق سري” محتمل وراء “التقارب السريع” المتبادل بين دول الخليج وإيران، في أعقاب توقيعها على اتفاق مع مجموعة “5+1” بشأن برنامجها النووي في جنيف، فيما شدد الكاتب الإيراني عطاء الله مهاجراني، على أن تحسن العلاقات بين إيران والسعودية سيصب في صالح القضية الفلسطينية.
وبحسب وكالة الأناضول التركية، فقد الموسوي -القائم بأعمال الأمين العام لجمعية “وعد” المعارضة، في تصريحات صحفية عن عوامل أخرى قد تكون أيضا وراء هذا التقارب السريع من بينها “المصالح الاقتصادية المتبادلة، الأمر الذي يظهر جليًا في التقارب الإماراتي- الإيراني، إلى جانب إمكانية وجود ضغوط دبلوماسية من الدول الكبرى على دول الخليج للموافقة على ترطيب الأجواء مع إيران.
وقال الموسوي “حدث تغير كبير في الساحة الخليجية، إثر الاتفاق الإيراني مع الدول الست الكبرى، في الوقت الذي كان فيه أيضا توجه استراتيجي من قبل الجانب الإيراني بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني بأن تقوم طهران بنزع فتيل التوترات الموجودة في الساحة الأمنية والسياسية”.
وعزا الموسوي هذا التقارب “السريع” إلى 3 أسباب، أبرزها أنه “قد يكون هناك اتفاق سري موازي لاتفاق جنيف، ولكن غير معلن، على ترطيب العلاقات ورسم خارطة طريق جديدة تبرد الساحة الإقليمية المتوترة، والثاني أن “اتفاق جنيف في شقه العلني يتكون من جزأين، الأول مالي اقتصادي و تجاري وهو رفع العقوبات المفروضة على ايران، والجزء الثاني تقني وهو أن إيران وافقت على أن تكون هناك فرص دولية للتفتيش في عدد من مفاعلها النووية، وهذه الشروط التي وافقت عليها إيران حددت الطريق لرفع جزء من العقوبات.
أما السبب الثالث للتقارب، عزاه الموسوي، لاحتمالية ممارسة الدول الكبرى لضغوط دبلوماسية مكثفة على العواصم الخليجية لكي توافق على “ترطيب الأجواء مع ايران”، ولا سيما أن العواصم الغربية مقتنعة بأن ما قدمته إيران من تنازلات ممكن أن يكون مطمئن لدول الخليج تجاه برنامجها النووي.
ويعزز ما يطرحه الخبير البحريني حول هذا التقارب، ما تحدث عنه الكاتب الإيراني، عطاء الله مهاجراني، في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الاثنين بخصوص تحسن وشيك للعلاقات بين السعودية وإيران التي طالما شهدت خلافات وتوترات في السابق، مشددا على أهمية “طمأنة السعوديين أن علاقات الصداقة مع إيران مفيدة للمنطقة ولكلا البلدين أيضًا”.
ورأى أن التعاون بين البلدين سيسهل من إيجاد حلول للمشاكل التي تعانيها كثير من الدول العربية كسوريا واليمن ولبنان وفلسطين والعراق، مشيرًا إلى أنه قد تكون هناك خلافات بين البلدين لكنها تبقى قابلة للحل.
وقال: “إن التقارب بين إيران والمملكة العربية السعودية لن يؤدي فقط إلى تناسي العقبات والمشاكل بين البلدين، بل سيؤدي أيضا إلى إحياء القضية الرئيسة، وهي فلسطين”. موضحًا أنه ربما يؤدي تقوية العلاقات بين البلدين إلى تحقيق حلم قادة وشعبي البلدين (أي إقامة دولة فلسطينية مستقلة حقيقية)، بحد قوله.