نشر بالبلقانية مقال للمؤلف حكمت باريي , عن حقيقة الثورة السورية والطائفية في سوريا ويقول الكاتب والمؤلف باربي : “*علينا الأخذ بعين الاعتبار وجود عدد كبير من الروس كانوا إلى جانب الصرب في العدوان على البوسنة و الهرسك ، وعلينا العودة إلى وسائل الإعلام لنتبين حجم وحشيتهم وجرائمهم . لتتوضح صورة ما يجري ضد سوريا وشعبها المظلوم وقد ذهب مرتزقة يقاتلون إلى جانب النظام من روسيا وأوكرانيا و مولدافيا وكذلك الصرب الذين كانوا ضمن قوات المجرم كارادزيتش منذ البداية .
ما نريده أن يعرف القاريء أياً كان وطنه أو لغته من خلاله دور المنظمات غير الحكومية في دعم الفاشية العسكرية وهو الأمر الذي يقودنا لمعرفة حقيقة مؤسسيها والقائمين عليها . خاصة بعد الكشف عن دعم منظمات يونانية للمجرم بشار ومشاركتها إياه في قتل شعبه والتنكيل به ؛ فإذا ما انطلقنا من إقليمنا البلقاني وجدنا العديد من المنظمات الغير حكومية تروّج للفاشية بأيديولوجيتها ودكتاتورييها . وعلى سبيل المثال ( رافنوغورسكي ) في البوسنة والهرسك والتي تم ترخيصها في فيسغراد بتاريخ 2002/7/29وتحت رقم RU-48/2 . وارتبط إسمها بالجنرال الطاغية دراجي ميخايلوفيتش والمطبخ السياسي الغامض للكنيسة .
وأشار أن رافنوغسكي هي الأم وتتبعها فروع مماثلة كـ ( بريكو ) , والتي دأبت على إحياء ذكرى الجنرال ميخايلوفيتش كل سنة وهو الذي أقيم له تمثال في درايفينا .وقد أنشئت أصلاً في فوكوفار عام 1992 ولما حُرّرت عام 1995 تم نقل مقرها إلى العاصمة الصربية بلغراد . ليتم نقلها إلى درايفينا بمحاذاة نهر دريبينسكا في العام 1998 في مجمع درايفينا الذي يجاور كنيسة القديس نيكولا وهنا كانت رحلة الدكتاتورية البشعة للجنرال الذي تم اعتقاله في الثاني عشر من آذار عام 1946 .
وعن تعاونها مع الكنيسة الأرثوذكسية الصربية , أوضح باربي أن الإرشمنديت جوفان غاردوفيتشتبنى نشيد الجنرال ميخيلوفيتش الوطني والطرفان وزعا ما راق لهما من الكتب وحظرا كذلك كل المنشورات التي رأيا فيها ما يعرقل تنفيذهما للخطط القذرة , لافتا أنه في هذا العام تم إحياء الذكرى السابعة والستين بمشاركة ثلاثمائة شخص من الأتباع بحضور رئيس الجمهورية الصربية وقائد الجيش ومدير مقبرة اليهود والصرب ( حالة تحالف دائمة ) وفويفوديني واحد هو سلافكو أليكسي ( من إقليم فويفودينا وعاصمته هي نوفي ساد ويتبع جمهورية صربيا .
وأعاد إلى الأذهان أن دوشان سلادوييف رئيس المنظمة ذكر في كلمته أن المنظمة ترعى عشرين فرعاً في العالم متخصصة في شراء المرتزقة وتدريبهم على أنواع القتال في ظل الظروف الحالية التي تسبق عادة حروباً كبرى .
وكشف أن من أهداف المنظمة أن يصار لميلاد يونان كبرى في أوروبا , إذ يوجد لها منظمة الفجر الذهبي وي منظمة سياسية فاشية يونانية يتزعمها نيكولاوس ميتشالولياكوس وتتبنى فاشية الرئيس ليوانيس ميتاتكاس الذي حكم اليونان في الفترة ( 1936 – 1941 ) وتعود جذورها إلى عام 1897 الذي شهد حرباً تركية يونانية كما وشارك أعضائها القدامى في الحرب البلقانية 1912 – 1913 ؛ فازت ب 7% من أصوات الناخبين العام الماضي فكان لها 18 مقعداً في البرلمان , واعتقلت الشرطة زعيمها قبل شهرين وأربعة آخرين بتهمة تأسيسهم تنظيماً إجرامياً في البلاد .
كما أزاح الستار عن مشاركة اليونان في الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا , حيث شكل في آذار/ مارس 1995 اليونانيون الغالبية في مختلف وحدات جيش صرب البوسنة وكانوا تحت إمرة الجنرال راتكو ملاديتش ورفعوا علمي صربيا واليونان فوق كنيسة سريبرنيتسا وهتفوا لإحياء الدولة البيزنطية .
وابان أنه خلال زيارته لمقر الفجر الذهبي في العاصمة اليونانية أثينا رأى أتباع رافنوغورسكي وصوراً لـ ” رادوفان كاراديتش وراتكو ملاديتش ” , كما شاهد كتابات تؤكد على أن أعضاءها كانوا ضمن جيش صرب البوسنة تحت إشراف (زيليكو رازنياتوفيتش ).
وختم بتذيره من عدم نسيان أنه وبعد سقوط سريبيرنيتسا أجرى التلفاز اليوناني الرسمي مكالمات مع أحفاد البيزنطيين , وعدم الابتعاد عن التحليل القويم للثورة السورية .. فالشعب السوري ليس من أحفاد البيزنطيين ولكن طاغيته بشار هو أحد عملائهم .
* حكمت ياريي : مراقب وباحث ومحلل سياسي بلقاني معروف . والدراسة هذه نشرت بعدة لغات بلقانية .
1