اعتبر المحلل السياسي الأمريكي كلود صالحاني، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط فى “الميدل إيست تايمز” أن ثمة تحولاً في السياسة في الشرق الأوسط سيلقى بظلاله حتمًا على سياسات النفط، مشيرًا إلى أن الدول العربية تعلمت درس”الاتحاد” منذ حرب أكتوبر في عام 1973 وأن من الممكن أن يمثل النفط سلاحًا قويًا إذا أحسن استغلاله.
وأشار صالحاني إلى أن أول هذه التغييرات السياسية هي الجمود في العلاقات “الأمريكية ـ السعودية” في الفترة الأخيرة وهما الحليفان اللذان ظلا لفترة طويلة من الزمن على وفاق ووئام، بدأ منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز بن سعود في ختام الحرب العالمية الثانية ولم يعد موجودًا الآن .
وأضاف، في تحليل له بموقع “oil price”، أن الخلافات في الرأي بين الحليفين حول عدد من القضايا من بينها القضية السورية والإيرانية باتت جلية وعلنية، مشيرًا إلى أن تدهور العلاقات بين البلدين وصل لدرجة أن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان يقوم حاليًا بجولة أوروبية لحشد التأييد لوجهة النظر حول الطريقة التى يجب أن تخاض بها الحرب في سوريا .
وأوضح أن حجم التحول في العلاقات بين الطرفين الأخير ليس بالهين، ولن يؤثر فقط على البلدين بل سيؤثر على المنطقة ككل وربما يتخطى تأثيرة للخارج، مشيرًا إلى أن السعودية تمتلك الكثير من النفوذ في منطقة الخليج والشرق الأوسط وستسعى من خلال هذا النفوذ باستبدال واشنطن بدول أخرى. وتابع الكاتب متسائلاً: لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا من تكون هذه الدولة التي من الممكن أن تحل محل واشطن في منطقة الشرق الأوسط، ولفت الكاتب إلى أنه إذا كانت السعودية تتطلع إلى (لندن أوباريس أو برلين) فإنها بذلك تتجاهل واقع الأمور اليوم .
حيث إنه لايمكن لأي من تلك العواصم الأوروبية أن تحل محل واشنطن في الأخذ بزمام المبادرة بشأن القضايا الكبرى والتي من بينها المسألة السورية .
وأشار الكاتب إلى أن الدولة الوحيدة التي لا تزال قوية بما يكفي – وربما حمقاء لقبول التحدي – لكي تحل محل أمريكا هى روسيا ، مضيفًا أن الروس سيأخذون الموضوع على محمل الجد لاسيما وأنها السعودية فضلاً عن أنه سيكون انتقامًا من أمريكا من بسط نفوذها على جورجيا وبولندا وأرمينا وكازخستان والتشكي ورومانيا وغيرها من الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي وأصبحت بعيدة عن موسكو حاليًا.
ولفت الكاتب إلى أن الصين يمكنها أن تحل محل أمريكا في المنطقة وتقفز للعبة حيث أن بكين حريصة على الحصول على مصادر متجددة وملء شهيتها المتزايدة للنفط.