عبّر أهالي بقعة الرّميح التي تقع في سهل جبال محافظة فيفاء عن قلقهم الشّديد، بعدما طال انتظارهم واستمرّت معانتاهم لمدة تزيد عن (30) عاماً، في إيصال طريق فرعي للبقعة يقوم بتلبية احتياجاتهم التي يجدون الصّعوبة في أدائها.
وقال أحد سكّان بقعة الرّميح محمد بن حسن الأبياتي (51) عاماً: “نحن نشتكي كثيراً في هذه البقعة منذ زمن طويل من بعد الخطوط من منازلنا، حيث نعاني من نقل احتياجاتنا ومستلزماتنا المعيشيّة اليوميّة، وكذلك في حالة حدوث حالة صحيّة حرجة لأحد سكان هذه البقعة لأنّ ذلك الأمر يتطلّب إلى حمل المريض على الأكتاف وحتّى موقع الخط، ما يزيد في تدهور حالة المريض الصحيّة” مشيراً إلى تلك الخطوط تقع في وسط خطوط من الجهات المُحيطة بها وهم خط “حاذرن” وخط “السّهل” وخط “الروحة”، ولكن جميع تلك الخطوط تبعد كثيراً ولا يستفيدون منها بتاتاً لخدمة متطلّباتهم واحتياجاتهم، ما أجبر بعض سكّان البقعة إلى اللجوء لتركيب ونشات كهربائية لكي تفي بالقليل من تلبية احتياتهم، ولكن دون أدنى فائدة لكثرة أعطالها ولتكاليفها الباهظة ولعدم وجود من جهة مختّصة تقوم بالاشراف عليها وصيانتها من حين لآخر.
وأوضح الأبياتي خلال محادته مع الصحيفة، أنّ هذه المعاناة مستمرة منذ أكثر من (30) عاماً ما أرغم غالبيّة سكان بقعة الرّميح على النّزوح منها نظراً لما واجهوه من صعوبة في العيش فيها ، مبيناً أنّ سكّان البقعة سعوا كثيراً في إيصال صوتهم ورفع تلك المعاناة للجهات المعنيّة والمطالبة لإيجاد حل جذري لتلك المعاناة ولكن دون جدوى ويعود ذلك على منع بعض المجاورين ممن وصلهم الخط أو قرُب لمنازلهم من مرور الخط من ممتلكاتهم لأنّ الطريق قد قرُب منهم ولا يعون تلك المعاناة التي يواجهها سكان البقعة بأكملها.
وأكّد بعض الأهالي الساكنين في بعض المدن والمنتمين لتلك البقعة أنّهم يجدون المعاناة الشّديدة خلال زيارتهم لذويهم من نقل عفش أو حمل أغراض أو أطفال أو ماشابه، مشيرين أنّهم بعدما يئسوا من إيجاد حل جذري ولتكاسل الجهة المعنية سعوا إلى جمع مبلغ من المال وقاموا بتسليمه لأحد المالكين الذي منع مرور الخط عبر ممتلكاته إلا بعوض مالي باهظ وأيضاً جمع المال لإعطائه مقاول لكي يقوم بتوصيل الخط المتّفق عليه، إلا أنّه توقّف المقاول فجأة عن العمل بحجّة أنه يوجد عوائق كبيرة تمنعه وتحتاج إلى معدّات متطوّرة ذات إمكانيات كبيرة.
يّذكر أنّ الشّاب عبدالهادي بن جابر المثيبي الفيفي –رحمه الله- الذي توفّي في الأسابيع الماضية كان يقطن في تلك البقعة وقد لقي ذويه الكثير من الجهد والمشّقة لكي يوصلوه إلى أقرب خط لمنزلهم، والذي يبعد قرابة السّاعة مشياَ على الأقدام.
أهالي البقعة يُناشدون محافظ فيفاء – وفّقه الله – بالنظر إليهم بعين الرّحمة والشّفقة ويسعى لإيجاد حل جذريـ وتوجيه الجهة المسئولة والحث عليها لوقف معاناة استمرّت لأكثر من (30) سنة.
كانت بعض الكاميرات قد تجوّلت في أنحاء البقعة، ورصدت الصّور التي يظهر فيها بعد البقعة عن أقرب خط، كما رصدت الونش الذي تستخدمه البقعة لتحقيق بعض من احتياجاتها.