أظهر الاعتذار السعودي عن مقعدها في مجلس الأمن وبيانها القوي تبايناً في الداخل الأمريكي, فعلى المستوى الرسمي قللت واشنطن من أهمية رفض السعودية يوم أمس الجمعة شغل منصب العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أنها ستواصل العمل مع حليفتها الرياض.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي رداً على سؤال عن رأي واشنطن في الرفض السعودي قالت: “إنه قرار يعود إليهم”, وأضافت أن مجلس الأمن يمكنه لعب دور مهم بشأن عدد من المسائل، وقام بذلك قبل أسابيع في إشارة إلى أول قرار تبناه المجلس بشأن سوريا نهاية سبتمبر.
وتابعت بأنها تتفهم أن يكون للبلدين ردود فعل مختلفة، لكننا سنواصل العمل مع الرياض بشأن المسائل ذات المنفعة المشتركة.
من ناحية أخرى أبرز الموقف السعودي عداء بعض الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية، حيث شنت هجوماً حاداً وغير مسبوق على السعودية، خصوصاً صحيفة “نيويورك تايمز” التي هاجمت المملكة بحدة عبر كاتبها كريستوف ديفيجون، حيث زعمت أن السعودية تدعم الديكتاتوريات في المنطقة، وأنها لن تكون في مأمن من الثورات المحيطة بها، متوقعة تمزق دول الخليج في وقت قريب، خاصة السعودية .
وتحدثت عن “حملة الراتب ما يكفي الحاجة”, والتي تؤكد أن أطيافاً واسعة من الشعب السعودي تعيش في حالة فقر – بحسب زعم الصحيفة – وقالت إن السعودية صرفت الكثير من الأموال لتهدئة الشارع السعودي لعدم القيام باحتجاجات، وأشارت إلى أن البترول سوف ينضب وتنخفض أسعاره، وستعيش السعوية في ورطة اقتصادية نظراً لارتفاع استهلاكه الداخلي وإمكانية انخفاضه على المستوى الدولي.
من جهتها، تساءلت صحيفة “الواشنطن بوست” عبر كاتبها “إيريك فوتن” لماذ اعتذرت السعودية عن مقعدها؟! قائلاً: “هناك أسباب منطقية، مثل الأزمة السورية وفلسطين والملف النووي الإيراني، لكن لماذا لا تدخل مجلس الأمن وتتحرك بفاعلية لفرض وجهة نظرها داخل المجلس”.
وطالب الكاتب أمريكا بالتخلي عن النفط السعودي في أقرب وقت ممكن، نظراً لأن للولايات المتحدة الأمريكية سياسة خارجية مختلفة تماماً عن سياسة السعودية، بخلاف الإشكالات المحتملة والمتوقع حدوثها في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً بعد موقف السعودية.
وتوقع الكاتب أن العقوبات التي فرضتها أمريكا على مصر دفعت السعودية لاتخاذ هذا الموقف, وأضاف أن السعودية وضعت مجلس الأمن في أزمة بعد هذا الاعتذار، مقترحة مشاركة السعودية في هذا المجلس ولعب دور أكثر تأثيراً من داخل المجلس، معترفة بأن الدول دائمة العضوية التي تمتلك حق النقض الفيتو تجعل أدوار الدول المتبقية هامشية.