قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، يوم الثلاثاء، إن العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتأثر بقيام القوات الأمريكية باعتقال نزيه الرقيعي المعروف بـ”أبو أنس” الليبي، الذي يشتبه بانتمائه إلى القاعدة في طرابلس، لكنه قال إن الليبيين يجب أن يحاكموا في بلادهم.
وبدت تصريحاته محاولة للحفاظ على حليف أجنبي مهم دون إثارة غضب الإسلاميين المتشددين الذين يسيطرون على مناطق في ليبيا.
ولجأت جماعات متشددة أغضبتها الغارة الأمريكية يوم السبت – ومن بينها جماعة ألقيت عليها المسؤولية عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في عام 2012 – إلى مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت للدعوة للثأر بشن هجمات على أهداف إستراتيجية مثل خطوط أنابيب تصدير الغاز والطائرات والسفن، وكذلك خطف أمريكيين في العاصمة.
واعتقلت القوات الأمريكية الخاصة في عملية نفذتها في طرابلس، يوم السبت، نزيه الرقيعي المعروف بـ”أبو أنس الليبي” والمشتبه في ضلوعه في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 حيث قتل 224 مدنياً.
وقال “زيدان” في زيارة للمغرب التقى خلالها مسؤولين بالحكومة إن علاقة ليبيا مع الولايات المتحدة مهمة، وإن حكومته تحرص عليها كما تحرص على المواطنين الليبيين لأن هذا واجبها.
وأضاف أن “واشنطن” ساعدت الليبيين في ثورتهم، وأن العلاقات لن تتأثر بهذا الحادث الذي ستتم تسويته على النحو الذي تريده ليبيا.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون، يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستنقل نحو 200 من مشاة البحرية إلى قاعدة أمريكية في سيجونيلا بإيطاليا من قاعدة أخرى في إسبانيا غداً أو نحو ذلك؛ لتعزيز قدرة الولايات المتحدة على الرد على أي تداعيات للغارة في ليبيا.
وكانت الولايات المتحدة ضمن القوى الغربية التي دعمت مقاتلي المعارضة للإطاحة بمعمر القذافي في الانتفاضة الشعبية قبل عامين، لكن شاعت الفوضى في البلاد بعد ذلك، وهو ما مكن جماعات إسلامية متشددة بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة من استخدام ليبيا قاعدة لتهريب السلاح.
وصرح “زيدان” بأن الليبيين يجب أن يحاكموا في ليبيا، وأن “طرابلس” على اتصال مع السلطات الأمريكية لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة في هذا الموضوع.