أنقرة- هدد الرئيس السوري بشار الأسد تركيا بدفع الثمن غاليا، قائلا “ستدفع تركيا ثمنا غاليا لدعمها مقاتلي المعارضة السورية الساعين للإطاحة به”، متهما أنقرة بإيواء “إرهابيين” على طول حدودها وتوقع أنهم سينقلبون عليها قريبا.
وفي مقابلة مع قناة “هالك تي.في” التلفزيونية التركية، قال الأسد “إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان متعصب وإن تركيا تسمح للإرهابيين بعبور الحدود ومهاجمة الجيش السوري والمدنيين”.
وأضاف الأسد موجها حديثه إلى تركيا “أنه لا يمكن وضع الإرهاب كبطاقة في الجيب واستخدامها وقت الحاجة لأنه كالعقرب الذي سيلدغ في أول فرصة تتاح له”، مضيفا “أن هؤلاء الإرهابيين سيؤثرون في تركيا في المستقبل القريب وأن تركيا ستدفع الثمن غاليا”.
كما رد بشار على سؤال حول وجود مسلحين جهاديين تابعين للقاعدة على الحدود التركية والحكومة التركية الإسلامية-المحافظة المناهضة للنظام السوري، تعتبر أحد الجهات التي تقدم أكبر دعم لمسلحي المعارضة السورية.
وفي شأن آخر، قال الأسد إنه من المبكر جدا الحديث عن إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية العام المقبل. وأضاف أن الصورة بشأن ترشحه للانتخابات ستكون أوضح في غضون الأشهر الأربعة أو الخمسة القادمة “لان سورية تشهد تغييرات سريعة على أرض الواقع”، على حد تعبيره.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد قال في تصريحات صحافية قبل يومين إن الأسد الذي تنتهي ولايته منتصف عام 2014، سيبقى في السلطة. وتأتي اتهامات الأسد لتركيا بتوفير المأوى للمعارضين فيما يعقد ممثلون عن الجيش السوري الحر وفصائل معارضة اجتماعا في اسطنبول الجمعة.
وقال عضو الهيئة العامة للجيش الحرالعقيد فاتح حسون، في اتصال مع “راديو سوا”، إن ممثلين عن فصائل مسلحة سيجتمعون مع رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا في محاولة للوصول إلى صيغة تفاهمية بشأن توحيد الفصائل المقاتلة. وأفاد بأن الاجتماع سيعقد في أحد المطارات قرب إسطنبول.
وكان البرلمان التركي جدد الخميس لسنة إضافية موافقته على إرسال قوات تركية إلى سوريا في حال دعت الحاجة لذلك.وتم التصويت على الاقتراح بهذا الشأن بفضل الأكثرية المريحة التي يتمتع بها حزب العدالة والتنمية برئاسة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان في البرلمان. وصوت حزبان من أحزاب المعارضة الثلاثة ضد هذه الموافقة.
وكان البرلمان التركي قد صوت أمس الخميس لصالح تمديد تفويض يسمح بإرسال قوات إلى سوريا عند الضرورة لمدة عام آخر بعدما قالت الحكومة إن الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية من جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد يشكل تهديدا لتركيا.
وأيدت تركيا التدخل العسكري في سوريا وأصيبت بخيبة الأمل إزاء ما تعتبره ترددا في الموقف الغربي. وقال وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ أمام البرلمان قبل التصويت “لم تقل المخاطر والتهديدات الراهنة بل على العكس زادت.”
وبينما تساهم تركيا بثاني أكبر قوة برية في حلف شمال الأطلسي إلا أن من المستبعد أن تقوم وحدها بأي عملية عسكرية في ظل معارضة أغلبية الرأي العام للتدخل. وطرح هذا الإجراء حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتمتع بأغلبية برلمانية قوية وكان إقراره متوقعا على نطاق واسع برغم المقاومة الشديدة من أحزاب المعارضة. ومن المقرر انتهاء التفويض الحالي يوم الجمعة.
ولم تعلن نتائج التصويت غير أن حزب الحركة القومية ثالث أكبر أحزاب تركيا عبر عن تأييده للقرار. وكان حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة وحزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد قالا إنهما سيعارضان هذا الإجراء.
وكان النواب الأتراك صوتوا في الرابع من تشرين أكتوبر 2012 على مذكرة تتيح للحكومة خلال عام الأمر بعمليات مسلحة في سوريا عند الحاجة وذلك غداة مقتل خمسة مدنيين أتراك بقذائف سورية سقطت داخل الأراضي التركية.