عمّت مطار الملك خالد الدولي بالرياض، فوضى شاملة في مختلف إداراتها، خاصة التابعة منها للمطار والخطوط السعودية وشركات الصيانة المرتبطة بها، إثر عاصفة “مظلمة”، التي تسببت في إلغاء أو تأجيل معظم الرحلات، وما زالت الفوضى مستمرة حتى لحظة نشر هذا التقرير مساء الجمعة (3 أبريل 2015)، وسببت معاناة حقيقية تظهر على وجوه الموجودين في المطار وفي صرخاتهم وصياحهم، وبحثهم عن مساعد وسط الفوضى واللا اهتمام الذي يظهر من موظفي المطار،
وبلغ عدد الرحلات المتأثرة منذ بدء توقف الرحلات الجوية -من وإلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، بسبب الأحوال الجوية، حتى الآن- (٥٣٥) رحلة داخلية ودولية، بين إلغاء وتأخير رحلات، ويقدر عدد الركاب المتأثرين بحوالي مائة ألف راكب، وفقًا لصحيفة “الرياض”.
وشهد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” موجة جدل واسعة، بسبب ارتباك رحلات الخطوط السعودية في مطار الملك خالد الدولي، حيث دشن مغردون -الجمعة (3 إبريل 2015)- وسمًا حمل اسم #ازمة_مطار_الملك_خالد، وعززوه بآخر تحت عنوان #فوضى_مطار_الرياض، شاركوا فيهما بآلاف التغريدات، التي انقسموا فيها بين لائمين لإدارة المطار ومدافعين عنها.
وقال “فهد القاسم”: “أكثر مشكلات المطار من الناقلين والجوازات، وإدارة المطار تبلش بالركاب، وتحاول أن تسهم بالحلول”. بينما أضاف مبارك الشمري: “الله يكون بعون موظفين المطار.. شيء خارج عن سيطرتهم”.
في المقابل، انتقد المهندس “راكان العيدي”، ما وصفه بالتهرب من المسؤولية، قائلًا: “عاصفة رملية متوقعة، تشلّ طيران عمره ٧٠ سنة! واعتذار ركيك وتهرب من المسؤولية!”.
وأرفق “مهند الحرج” مجموعة من الصور، قال إنها لمسافرين ينظفون المطار. موضحًا أن” كل شيء مجهول بالنسبة لهم، ولم يقدم أي اعتذار”.
الإعلامي “ناصر الصرامي”، اعتبر أن “ما يحدث في مطار العاصمة الدولي، لا يليق بالبلد وأهله وضيوفه، إدارة عاجزة عن المساعدة، والإدارة والاحترافية، وغير مهتمة”.
وأبدى المهندس “أحمد الرويلي” تذمره بالقول: “شيء صراحه يسود الوجه، كذب بكذب، من لوحة الرحلات وأكبر موظف، إلى أصغر موظف”.
وأكد “خالد الخثعمي” أن “ما حدث بمطار الملك خالد، لا يمكن قبوله وتبريره أيًّا كانت الأسباب، متسائلًا: أين إدارة الأزمات؟ وأين الخطط البديلة لمثل هذه الحالات؟”.
وأشار “لؤي بافقيه” إلى أن “الركاب يتشاجرون في ما بينهم، بسبب الضغط النفسي وطول الانتظار”. معربًا عن استغرابه من طريقة التعامل مع الأزمة في دولة مثل المملكة.
سألت أحد الجهات المراسلة مديري مطار الملك خالد، وهو يتجول هناك، وأجاب بسرعة -بدون معرفة هوية المراسل- عن سؤاله حول سر الفوضى، بأنه لا علاقة للمطار بما يحصل، وأنها مسؤولية الخطوط السعودية، وأن مسؤوليته محصورة في الصيانة ومرافق المطار.
من جهته، قال “أبوعبدالله” -مراسل . بأنه يسافر أسبوعيًّا لمطارات محلية وأسبوعية، ولم ير مثل هذه الفوضى -في حياته- في أي مكان، وأضاف في أي مطار يحصل تواصل مع المسافرين، وتأمين أماكن لائقة لهم، ووجبات غذائية سريعة، وتوضيح للمعلومات، وهذا كله لم يحصل -ولا نسبة بسيطة منه- في مطار الملك خالد.
وذكر: جلست -لمدة أكثر من نصف ساعة- أحاول إيجاد شخص يجيب على أسئلتي، وكان الموظف المتجاوب الوحيد قد تجمهر حوله عشرات الأشخاص، بشكل لا يمكن الوصول إليه، وخاصة مع عدم وجود أي تنظيم للناس وتفاعل مع مشكلاتهم. وختم “أبوعبدالله” تصريحه بقوله: أخجل والله من ضيوف المملكة، الذين سيغادرون إلى بلادهم بعد يوم أو أكثر، من افتراش أرض المطار، بدون أكل أو أي خدمات.
وكانت الخطوط الجوية السعودية، أصدرت بيانًا -ليلة أمس الخميس- تقدمت -من خلاله لعموم ركابها- بالأسف الشديد، على ما سببته العاصفة الرملية من توقف الرحلات بشكل كامل، من قبل مغرب الأربعاء، وحتى صباح الخميس.
إلا أن الخطوط السعودية لم تعترف -في البيان- بالمسؤولية، بل قالت إن إعادة التوقف الكامل الذي حصل بتشغيل الخطوط إلى الحالة الطبيعية، يتطلب “جهودًا مضاعفة، وتخطيطًا استثنائيًّا، لمحاولة الحد من ضرر وقع، ليس للخطوط السعودية فيه يد، بل كانت خسائرها منه توقف كامل لعملياتها”، بحسب البيان.
وأكد البيان أن جميع الركاب الذين ألغيت رحلاتهم أو تأخرت ويرغبون في إلغاء السفر أو تأجيله، فإن ذلك سيكون بدون أية رسوم يتحملها الراكب، كما يمكن للركاب استعادة القيمة المدفوعة، أو إعادة استخدامها في حجز رحلات مستقبلية.