في إطار التحريض المتواصل ضد المملكة -وفي سعي متواصل لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، عبر التهجم والتدخل في شؤون دول أخرى- دعا السناتور “راند بول” الأمريكيين لمقاطعة السعودية، كما فعلوا مع النظام السابق في جنوب إفريقيا.
وجاءت تصريحات السناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، الذي ينوي الترشح لمنصب الرئاسة، في إطار هجومه المتواصل على وزيرة الخارجية السابقة “هيلاري كلينتون” -منافسته المحتملة في سباق الرئاسة الأمريكية في عام 2016- وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، السبت الـ21 من مارس 2015.
وقالت الصحيفة، إن السناتور الجمهوري، طالب “هيلاري” بردّ هدايا ومنح تلقتها مؤسسة “كلينتون” الخيرية، من دول خارجية بينها السعودية.
والجدير بالذكر، أن مؤسسة “كلينتون”، أعلنت عن كل المنح التي تلقتها من كل دول العالم، في إطار نظام من الشفافية، وأكدت أن هذه المنح تساعد على نشر أنشطة المؤسسة والمساهمة في أعمال إنسانية حول العالم.
واستغل السناتور “بول” الخلافات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة بين الجمهوريين والديمقراطيين، للتحريض ضد المملكة، والمطالبة بمقاطعتها! وتمادى السياسي الأمريكي في تحريضه ضد السعودية، بسبب مزاعم تتعلق بسجلها الحقوقي، مشبهًا الأوضاع في المملكة بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا، على حدّ زعمه.
وطالب بتنظيم حملة لمقاطعة السعودية، مشابهة لحملة المقاطعة التي نظمها الأمريكيون ضد جنوب إفريقيا، لرفض أية أموال من الحكومة السعودية، وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات دولية.
وفي وقت لاحق، أصدر المتحدث باسمه، بيانًا أكد فيه أن دعوة المقاطعة التي أطلقها “بول”، هي دعوة لمقاطعة يتبناها المواطنون والمستثمرون، وأنه لم يدع الحكومة لمثل هذه المقاطعة.
وقالت الصحيفة، إن السناتور الجمهوري صعّد من هجومه ضد “هيلاري كلينتون” يوم الجمعة، زاعمًا أن هناك “حربا” ضد المرأة في السعودية، وأنه -على الرغم من ذلك- فإن “هيلاري” -التي تدافع عن المرأة، خلال مشوراها السياسي- قبلت مالًا من السعودية، وهي المزاعم التي نفاها زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق “بيل كلينتون” في وقت سابق، وقال إن الأموال جاءت من دول كثيرة من بينها السعودية، لنشر الأعمال الإنسانية، وتدعم التفاهم بين الشعوب.
من جهتها، قالت “هولي شولمان” -المتحدثة باسم الحزب الديمقراطي، في بيان-: “إذا كان راند بول قد قرر الوقوف فجأة إلى جانب حقوق المرأة، فعليه أولًا أن يدعم قانون مساواة الأجور، وقانون العنف ضد المرأة، وقانون الخدمات الصحية للمرأة، ولكن بول -الذي يسعى للترشح للرئاسة في 2016- يري فقط أن المنح التي تلقتها مؤسسة كلينتون، كانت سببًا في تشويه المرشح الديمقراطي الأوفر حظًّا في انتخابات 2016”.
وقالت “واشنطن بوست”، إن الولايات المتحدة لديها علاقات وطيدة بالسعودية، وإن هناك تعاونًا بين الدولتين في الحرب ضد الإرهاب، يتمثل حاليًا في مشاركة السعودية للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم “داعش” المتطرف في العراق وسوريا.