من بين ردود الفعل السعودية على إساءة وزيرة خارجية السويد “مارغو والستروم” للمملكة، يبرز تقرير التلفزيون السعودي، الذي عرضته القناة الأولى، بوصفه أسرع ردود الفعل الرسمية وأشملها.
ورغم أن التقرير التلفزيوني لم يحظ بالاهتمام الكافي من جانب المتابعين لتطورات الأزمة بين المملكة والسويد -(والذي يرجع -في جانب كبير منه- لكثرة ردود الأفعال الصادرة من الداخل والخارج وتواصلها)، إلا أن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، احتفوا بالتقرير وأعادوا نشره من جديد. مؤكدين أن التلفزيون السعودي أظهر -من خلال معالجته الأزمة- تمتعه بروح المسؤولية الوطنية، التي تبدت -أكثر من أي وقت مضى- في سرعة التجاوب مع الحدث، والمعالجة الموضوعية المنطلقة من ثوابت هذه الأمة والمعبرة عنها.
وكان التلفزيون السعودي قد شنّ هجومًا عنيفًا على وزيرة خارجية السويد “مارغو والستروم”، على خلفية تصريحاتها المسيئة للمملكة، والتي قامت المملكة -على إثرها- باستدعاء سفيرها لدى مملكة السويد.
ووصف التلفزيون السعوي -عبر تقرير مطول له، على هامش أحد برامجه- تصريحات “والستروم” بـ”الساذجة” والمتجاوزة لكل الأعراف والتقاليد الدولية والسياسية.
وأضاف التقرير أن الخارجية السويدية تغامر بكثير من مصالحها. مشيرًا إلى أنه -وبالنظر إلى الميزان التجاري بين البلدين- فإن الخاسر الحقيقي هو السويد.
وأشار إلى أن أي تصعيد ستتسبب به السويد مع المملكة، سوف يفقدها كثيرًا اقتصاديًّا وتجاريًّا وسياسيًّا، على حد قول التقرير.
وفي ما يتعلق بإيقاف التعاون العسكري، قال التقرير، إن الأرقام تشير إلى أن قيمة هذه الاتفاقية ضئيلة جدًّا، قياسًا بما يمكن أن يتم القيام به مستقبلًا.
وأكد أن قضاء المملكة يظلّ شامخًا قادرًا على استيعاب كل المراحل والتحولات، وتظل المملكة -بقيمها الدينية والاجتماعية والثقافية- تجربة حضارية رائدة، لا مكان فيها إلا للوضوح ومجابهة التدخلات الخارجية.
وفي محاولة سويدية لتجاوز الأزمة مع المملكة، ذكر بيان صادر عن البلاط الملكي في السويد، أن الملك “غوستاف السادس عشر”، يريد المساهمة في إيجاد حلّ للأزمة الدبلوماسية التي تشهدها العلاقات السويدية السعودية، حيث سيلتقي وزيرة الخارجية السويدية “مارغوت فالستروم”، غدًا الإثنين (23 مارس 2015) لهذا الغرض.
ونقل البيان -عن الملك- قوله: “من المهم أن يكون هناك حوار جيد وعلاقات طيبة بين الدول”، رغم أنه لم يتصل بالطرف السعودي في هذا الشأن.
وكانت أحزاب الأغلبية في البرلمان السويدي، قد استدعت -الجمعة (20 مارس 2015)- وزيرة الخارجية “مارغو والستروم”، على إثر إساءتها للمملكة، التي اضطرت للاعتراف بأن “السعودية دولة مهمة ومحورية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى أهميتها العالمية”.
ومثلت الوزيرة السويدية أمام البرلمان، بعد محاولات من حكومتها لاحتواء الأزمة بين الرياض وإستوكهولم، حيث قررت المملكة سحب سفيرها لدى السويد، وإيقاف تأشيرات رجال الأعمال، وعدم تجديدها لمن يحملونها حاليًا. وحسب تقارير اقتصادية، فإن قيمة التبادل التجاري بين السعودية والسويد، تتجاوز ما قيمته 13 مليار دولار سنويًّا بين البلدين.
وسلمت السعودية سفير السويد لديها، مذكرة احتجاج رسمية، الخميس (19 مارس 2015). كما أدانت دول الخليج العربي التصريحات السويدية، ما تسبب بحرج لحكومة إستوكهولم.