أبرزت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية السبت (21 مارس)، ما قالت إنه الطريقة التي عاقبت بها المملكة العربية السعودية السويد لتدخلها السافر في شؤون القضاء السعودي.
ورصدت الصحيفة في تقرير لها رد الفعل شديد اللهجة الذي واجهت به المملكة تصريحات وزيرة الخارجية السويدية مارغو والستروم المسيئة للمملكة، حيث أكدت الصحيفة أن السعودية تمكنت بإدارتها الحازمة لتلك الأزمة من التضييق بقوة على الحكومة السويدية وإظهار ما تتمتع به من مكانة رفيعة ونفوذ على المستوى الإقليمي والدولي.
وذكرت الصحيفة أن الأزمة بين البلدين أخذت تتطور سريعا منذ أن قامت المملكة في (9 مارس 2015) بحجب الخطاب الذي كانت ستلقيه مارغو والستروم وزيرة الخارجية السويدية أمام جمع من وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية وذلك اعتراضا من المملكة على قيام الوزيرة السويدية بالإدلاء بتصريحات مسيئة للمملكة في وقت سابق.
وعندما أعلنت السويد في اليوم التالي (10 مارس 2015)، إنهاء جميع أشكال التعاون والعلاقات العسكرية مع السعودية، وقالت إنها لن تجدد اتفاقية التعاون العسكري مع السعودية، جاء رد الرياض على هذا القرار بسلسلة من الإجراءات الحازمة التي وضعت الحكومة السويدية في موقف حرج داخليا وخارجيا.
وقامت المملكة في نفس اليوم (10 مارس)، بسحب سفيرها لدى السويد وتسليم السفير السويدي في الرياض مذكرة احتجاج.
كما قام وزراء الخارجية العرب، عقب انتهاء اجتماعهم بجامعة الدول العربية بالقاهرة، بإصدار بيان رسمي مشترك يدين تصريحات وقرارات وزيرة الخارجية السويدية المسيئة للمملكة.
ولم تنته تداعيات الموقف غير المقبول الذي اتخذته السويد ضد المملكة عند ذلك الحد، بل سرعان ما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة في (18 مارس 2015)، بسحب سفيرها في السويد اعتراضا منها على التصريحات المسيئة للمملكة وللقضاء السعودي والتي أدلت بها وزيرة الخارجية السويدية أمام برلمان بلادها.
وأخيرا، قالت جهات مسؤولة بالمملكة في (19 مارس 2015) لوكالة الأسوشيتد برس أنها ستوقف إصدار تأشيرات تجارية لجميع رجال أعمال السويد ما أدى إلى قيام البرلمان السويدي باستدعاء وزيرة الخارجية للمثول أمام الأعضاء لبحث الأزمة.
وأكدت الصحيفة أن حزمة الإجراءات الغاضبة التي اتخذتها المملكة ضد السويد وضعت الدبلوماسية السويدية في موقف حرج للغاية على الصعيدين الداخلي والخارجي. كما أن حملة الانتقادات الداخلية التي تتعرض لها الحكومة السويدية اليوم جعلت ستيفان لوفين، رئيس الوزراء السويدي، ينأى بنفسه عن تصريحات وزيرة خارجيته.
وبحسب موقع “ردايو سويدن” فإن مارغو والستروم بدأت تتراجع عن تصريحاتها، في محاولة منها لاحتواء الأزمة، وقالت يوم الجمعة أمام البرلمان السويدي إن السعودية دولة محورية في الشرق الأوسط وذات مكانة عالمية مهمة، وتملك دورًا رئيسًا في كثير من القضايا الدولية، كما أنها من أهم الدول المانحة في العالم، فضلا عن دورها الكبير في مكافحة الإرهاب.
وتابعت حديثها قائلة: “من المهم جدا أن تكون العلاقات جيدة مع السعودية، التي تملك استثمارات مهمة في السويد، وأقدم تقديري واحترامي للإسلام بصفته دينا عالميا، أسهم في الحضارة الإنسانية المشتركة”، وأضافت والستروم “أن العاهل السعودي هو الخادم والحامي لاثنين من أقدس المساجد في العالم الإسلامي”.
يُذكر أن الأزمة قد بدأت عندما انتقدت الوزيرة السويدية تطبيق الشريعة في المملكة، وذلك في تعليق منها على حكم القضاء السعودي بجلد الناشط رائف بدوي.