تعد “الخطوط الجوية العربية السعودية” واحدة من أقدم المؤسسات الحكومية التي مضى على إنشائها ما يقارب 68 عاماً، إلا أن أقدميتها لم تشفع لها بنيل رضا المسافرين والمواطنين المستفيدين من خدماتها، لأن في عالم الطيران والسفر والسياحة لا أفضلية للأقدمية، بل المصداقية والالتزام أهم عوامل النجاح والرضا، وبدونهما لا يمكن الاستمرار في هذا المجال الاقتصادي الحيوي.
وفي حال “الخطوط السعودية” تبدو المشاكل واضحة، والعيوب جلية، والأخطاء مزمنة؛ والأمر لا يتطلب عقلاً جباراً يحلل سلبياتها، ويفسّر عثراتها.. فما يزال الأمر فيها يوكل لغير أهله، لذا يبدو ألا أمل في إصلاح هذه المؤسسة العتيدة، في ظل وجود مثل هؤلاء المسؤولين المتعالين، والتنفيذيين اللامبالين مهنياً، والتنظيم الإداري السلبي، وثقافة التراخي وعدم الانضباط المترسّخة في مسارات “السعودية” مع هدر المال العام، والتضخم البيروقراطي، وضعف التخطيط، والترهل الإداري، الذي يضم أكثر من 15 ألف موظف، إضافة إلى وجود شبهات فساد إداري ومالي تحيط بها من كل جانب.
فيا معالي المدير العام.. رغم أن لك 29 نائباً في مختلف القطاعات، لكن ما تقدمه “الخطوط السعودية” تجاه المسافرين لا يرتقي للتطلعات والآمال المعقودة عليها، فالتعامل سيئ، والخدمة أسوأ، والتأخر في المواعيد مستمر، وإلغاء الحجوزات بلا مبرر، والواسطة متفشية، والمحسوبية واضحة، وهناك تلاعب بالعملاء يجعل المسافرين يشكون وينتقدون ويقولون: “يا إدارة السعودية أنتم لا ترتقون بمكانة الخطوط السعودية كناقل وطني نعتمد عليه في رحلاتنا الداخلية والخارجية.”
لذا نتوجّه بالأسئلة التالية لمعاليك، باحثين عن إجابات مقنعة:
– لماذا يا “معالي المدير العام” تفوقت عليكم شركات طيران خليجية جديدة في سوق السفر في اجتذاب المسافرين السعوديين؟
– أين اهتمام مسؤولي “السعودية” بما يحدث من تأخير الرحلات، وتقديم اعتذار للمسافرين والاعتراف بالخطأ حال حدوثه؟
– متى تقدمون خدمات راقية توازي ميزانية المؤسسة العامة للخطوط الجوية السعودية التي تقدر بالمليارات سنوياً؟
– أين إعادة الهيكلة الإدارية والمالية للمؤسسة التي نسمع عنها ولا نراها؟
– لماذا تجعلون المواطن المسافر يتوسل الخدمات ويستجدي للحصول على مقعد هو حق من حقوقه؟
– لماذا تصرّون كل موسم على ضرب الاقتصاد السعودي وإرباك حركة السفر بجدولة متخلفة لرحلاتكم لمختلف المناطق الداخلية؟
– وإلى متى تهتمون بالرحلات الخارجية وتهملون الطلب المتزايد على الرحلات الداخلية رغم عدم توفر البديل؟
– لماذا لا تزال مشاكل الحجز المركزي تتكرر وتتكرر.. رغم تصريحات مسؤولي “السعودية” بحلها في كل عام؟
– لماذا التغاضي عن ظاهرة تفشي “إصعاد”، وتوفير المقاعد على كافة الرحلات لأصدقاء ومحسوبي مسؤولي “السعودية” ومن يمتون لهم بصلة على حساب المسافرين الآخرين؟
– إلى متى وشكاوى المسافرين مستمرة من رداءة الوجبات ووجود حشرات فيها؟
– متى تعالجون سوء حال بعض الطائرات والكراسي المكسّرة وتلف أجهزتها الكهربائية؟
– لماذا الترفيه عن المسافرين في الطائرات مفقود ولا يحتل اهتمامكم؟
– لماذا لا تلتزمون بمواعيد الإقلاع على رحلاتكم، رغم أن هذا الأمر من أولويات كافة شركات الخطوط حول العالم ومن أبجديات عالم الطيران والسفر؟
– أين الصيانة المستمرة؟ وأين زيادة أعداد الطائرات في أسطول “السعودية” رغم توفر الأموال الطائلة والدعم الكبير؟
– لماذا تهتمون بتكثيف الرحلات في بعض المدن السعودية دون غيرها؟
– ولماذا قطاع الإعلام والعلاقات العامة لديكم عاجز عن إبراز منجزاتكم وتغيير الصورة الذهنية السلبية السائدة لدى الناس عن الخطوط السعودية؟
– ولماذا يستمر انتظار المتصل على الرقم الموحد للحجز لأكثر من 45 دقيقة ولا يتم الرد عليه؟
– وكيف يمكن تبرير أن إيرادات الإركاب بلغت أكثر من 16 مليار ريال بينما بلغت مصروفات التشغيل والصيانة أكثر من 17 مليار ريال؟
– ولماذا تتجاوز رواتب موظفيكم أكثر من 6 مليارات ريال؟
– ولماذا أصبحتم تشكّلون عقبة عصيّة على الحل أمام التنمية المحلية، وتضعفون حركتها في الأقاليم والمناطق وتربكونها؟
– وهل يعقل أن الخطوط بتاريخها الطويل لا تزال لديها في حدود 98 طائرة فقط؟
– ومتى تحل مشكلة توفير المقاعد للرحلات الداخلية في مواسم الإجازات والأعياد وموسمي الحج والعمرة؟
– ومتى يتم تطوير الكفاءات الفنية والخدمية التي تعمل في مواجهة المسافرين؟
– ومتى يتم تخصيص قطاعات “السعودية” المختلفة؟
“فيا معالي المدير العام” في ظل المتغيرات السريعة، ومستجدات عالم الطيران، ومتطلبات التحديث الملحة؛ لا بد من إيجاد حلول عاجلة لحالة السلبية الإدارية، وعدم الانضباط في الخطوط السعودية، والاعتراف أولاً بوجود تقصير في خدماتها، والعمل على تعديله مع تفعيل المنافسة الفاعلة مع الخطوط الأخرى والأفضل إقليمياً، وتعزيز عوامل التفوق المتمثلة في جودة الخدمة، وتحديد أسعار مناسبة، والتفكير الإبداعي المتجدد، وأسلوب إداري سلس، وموظفين أكفاء، والابتعاد عن الفوضى الإدارية والاجتهادات الشخصية.. فالخطأ وارد “يا معالي المدير العام” لكن تكراره والإصرار عليه دون إحداث نقلة نوعية يجعلنا نطالب بإحداث تغييرات حاسمة وحازمة في إدارةالخطوط السعودية، تبدأ أولاً بإقصاء من يقفون على رأس الهرم الإداري في “الخطوط الجوية العربية السعودية” لعدم الكفاءة، وعدم القدرة على التطوير .