سلطت صحيفة “الهافينجتون بوست” الأمريكية الضوء على تنظيم القاعدة في بلاد اليمن، الذي أصدر شريطا يعلن فيه مسؤوليته عن الهجمات الدامية على مقر صحيفة شارلي إيبدو، ونقلت على لسان خبراء إن الإدارة الأمريكية أصحبت تفكر في خطورة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بسبب تخطيطه لاستهداف المصالح الأمريكية والسعودية في الخارج
أنصار الشريعة فرع تنظيم القاعدة في اليمن، أصدر شريط فيديو يوم الأربعاء الماضي أعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي على مقر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في العاصمة الفرنسية باريس .
وبينما أكد مسؤولون أمريكيون صحة مقطع الفيديو؛ لكن تبقى حقيقة الادعاءات بدور محدد للقاعدة في الهجوم على الصحيفة غير واضحة حتى الآن .
وتشكلت القاعدة في جزيرة العرب عام 2009، من فروع التنظيم في السعودية واليمن، وكانت الجماعة على وشك أن تنفذ هجوما ناجحا على طائرة أمريكية كانت في طريقها إلى ديترويت من الفتى النيجيري عمر الفاروق الذي أصبح يعرف فيما بعد بمفجِّر الملابس الداخلية .
وقال الصحفي بيتر سالزبوري في مقابلة مع صحيفة الهافينجتون بوست الأمريكية، إن مسؤولي مكافحة الإرهاب في واشنطن بدأوا يفكرون في تنظيم القاعدة في بلاد جزيرة العرب (يضعونه موضع الاعتبار والحسبان)؛ لأنه ربما يصبح أخطر فروع القاعدة تهديدا للمصالح الأمريكية ومن قبل كان يخطط لتنفيذ هجمات تستهدف المصالح الغربية والأمريكية والسعودية في الخارج وليس فقط في بلادهم .
وأوضح كاثرين زيمرمان وهو محلل بارز متخصص في شؤون تنظيم القاعدة في معهد أمريكان انتربرايز، أن الفروع التابعة للتنظيم بما في ذلك تنظيم جزيرة العرب هي جزء من الهيكل التنظيمي للقاعدة الأم، حيث تقدم التقارير إلى قادة المجموعة الرئيسة ولذلك من الضروري أن تفكر المجموعة الرئيسة في أفغانستان وأوزباكستان والقيادة العامة التي تنتشر على مستوي العالم .
وأضاف زيمرمان أنه من غير المرجح أن يصدر زعيم التنظيم أيمن الظواهري التوجيهات يوما بيوم لجميع الفروع؛ ولكن يوجه التنظيم برمته بشكل عام”.
من جانبه أعرب غسان شبانة، رئيس قسم الدراسات الدولية كلية ماريماونت مانهاتن، في توقيت إعلان القاعدة مسؤوليتها على الهجمات الفرنسية، مرجحًا أن تكون محاولة من التنظيم للظهور بعدما خطف تنظيم الدولة الأضواء منه بصعوده .
وأضاف أن تنظيم جزيرة العرب يرون أنفسهم اليوم كمنظمة، مشيرا إلى أن الفيديو الذي تم بثه هو للاستهلاك المحلي واستغلاله في جذب وتجنيد المزيد من المقاتلين في المنافسة الدائرة بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية.