اشتعلت أزمة جديدة في جدة، بعد إعلان الأمانة وقف تمديد عقود العديد من مشاريع الكورنيش لفتح المناطق السياحية للمواطنين، حيث اضطر رجل الأعمال المعروف عبدالرحمن فقيه للرد على ذلك بنشر إعلان على كامل الصفحة الأخيرة لجريدتي “عكاظ والمدينة”، يوضح فيه أنه دفع ما يقارب المليار ريال في مشاريعه الخمسة على الشاطئ؛ ويهدد بأنه سيشعر بالندم على تلك المشاريع.
وقالت مصادر مطلعة : “أمانة جدة جادة في توجهها نحو إلغاء الاستثمارات على الواجهة البحرية مستندة في ذلك إلى أمر ملكي قديم يمنع الاستثمار على الشواطئ، وذلك لإفساح المجال للمواطنين والزوار للاستمتاع بالشاطئ البحري”.
وكان أمين محافظة جدة الدكتور هاني محمد أبوراس قد رفض مطلع الأسبوع الجاري تمديد عقود تأجير مشاريع تجارية وترفيهية على الواجهة البحرية في المحافظة انتهت فترات تأجيرها الاستثماري لعدد من التجار ورجال الأعمال، وشدد على عدم تجديد أي عقود منتهية المدة، مبرراً ذلك بفتح المناطق السياحية والحيوية للعامة والمتنزهين.
وقال الدكتور أبوراس: “التوجيهات تأتي استناداً إلى أوامر سامية واضحة تؤكد على المواقع المستثمرة من الأمانات والبلديات للعامة لتصبح متنفساً للجميع، والأمانة ملتزمة بالأوامر السامية”.
وأضاف: “القرار شمل عدم السماح بتجديد عقود المواقع السياحية والحيوية المحاذية للبحر مباشرة، على أن تفتح هذه المناطق لعامة أهالي جدة والمتنزهين، وتتحول إلى مسطحات خضراء ومواقع ترفيهية مفتوحة بعد أن عانت سنوات كثيرة من الاحتكار والاستثمار”.
واستيقظت جدة، صباح اليوم، على إعلان مدفوع الثمن على الصفحة الأخيرة لجريدتي عكاظ والمدينة وبمبلغ يلامس الـ 180 ألف ريال وفقاً لأسعار الإعلانات في الصحيفتين، وتضمن الإعلان رسالة موجهة من رجل الأعمال المعروف عبدالرحمن فقيه إلى أمين جدة أثارت العديد من ردود الأفعال المؤيدة له بسبب خسائره، أو الساخرة منه بعد أن وصف مشاريعه المليارية بـ “الهدية للمواطنين”.
وقد عنون “فقيه” رسالته بعنون استفز الكثيرين من مغردي تويتر حين قال: “مشاريعنا السياحية للمواطنين هدية وليست احتكارية”.
وقال في ثنايا الإعلان: “قرأت تصريح أمين محافظة جدة الذي تضمن الكثير من المفاهيم التي تحتاج لإيضاح بشأن العقود التجارية والاستثمارية في كورنيش جدة وحيث إنني أحد المشاركين في العقود أود أن أصحح بعض المفاهيم بما يخدم المصلحة العامة ولا أقول العامة يا معالي الأمين”.
وأضاف: “نحن أيضاً مواطنون نحمل نفس الحرص والأمانة، كما أن معالي الأمين السابق والذي سبقه يحملون نفس أخلاقياتكم، وعندما أبرمت عقودي مع الأمانة لموقع النورس والشلال والشراع ومطعم السقالة والأكواريوم كانت بعضها خراباً ترتاده القطط والكلاب أعزكم الله لمدة 10 أعوام ولم تكن إمكانات الأمانة تسمح باستثمارها فاستعانت حينها بالقطاع الخاص”.
وأردف: “لقد أنفقت عليها ما يقارب المليار ريال وإيراداتي حتى الآن لم تتجاوز الـ 391 مليون ريال وفق تقارير المحاسب المالي المعتمد، فهل يرى معالي الأمين أن يكون نصيب المواطن المتعاون مع الأمانة هذه الخسارة الفادحة؟”.
وعن وصف الأمين للمشاريع بالاحتكار؛ قال رجل الأعمال: “لقد وصمتم هذه المشاريع بأنها احتكرت الكورنيش منذ سنوات طويلة وأغلقته أمام مرتاديه من العامة والمتنزهين، حاشا لله أن نعمل على ذلك وبلغة الأرقام فإن مشاريعنا قدمت خدماتها لما يقارب الـ 24 مليون زائر منذ افتتاحها، فهل هذه الملايين تدخل تحت بند الاحتكارية أم تصب في مصلحة الوطن والمواطن وتوفير الوظائف للشباب”.
واختتم فقيه بلهجة تهديدية: “مشاريعنا من أخلص المتعاونين مع الأمانة في إنجاح هذا البند بما ضخته من وقت وجهد فأرجو ألا تجعلوني أندم على ذلك”.