شهدت مدينة حلب السورية، يوم الأربعاء الماضي، كتابة السطور الأخيرة في قصة أسرة “السرحاني” السعودية، بعدما لقي متعب فايز متعب السرحاني مصرعه في تبادل للقصف بقذائف الهاون ليلحق بأبيه وأخيه اللذين سبق وقتلا في ذات المعارك.
ومصير أسرة “السرحاني” هو المصير ذاته الذي تنتظره أسرة سعودية أخرى هي أسرة الشايق التي قام فيها الأب بتهريب طفليه عبد الله وأحمد خارج المملكة لينضما إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، رغم التحذيرات المتكررة من السلطات داخل المملكة لشبابها ورجالها بعدم الانجرار خلف دعوات الجهاد “الزائف” التي تروج لها بعض التنظيمات المقاتلة خارج المملكة.
وقالت صحيفة “الحياة” الجمعة (15 أغسطس 2014) إن أربعة من أفراد أسرة “السرحاني” قاتلوا ضمن تنظيم “داعش” لقي ثلاثة منهم مصرعهم حتى الآن، فيما عاد الرابع إلى أرض الوطن.
ويعود تاريخ الأسرة “الجهادي” إلى ثمانينيات القرن الميلادي الماضي، حين كان الأب “فايز متعب الحمدان السرحاني” مقاتلا في صفوف ما كان يطلق عليه “المجاهدون العرب”.
وتنقَّل الأب بين جبهات أفغانية عدة، لكن نهايته كانت على تراب مدينة حلب، فعلى رغم كبر سنه وإصابته بمرض السكري، فإنه حزم أمتعته متجهًا إلى سوريا، لينضم لابنه الأكبر عبد الله، والآخر عمر من طريق تركيا، قبل أن يُقتل الأب بحسب تغريدات بثها نجله عبد الله على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في عملية انغماسية استهدفت مطار منغ العسكري في ريف حلب في يونيو الماضي.
كما لحق عمر بأبيه في عملية انغماسية مماثلة وقعت في ريف اللاذقية، فيما توجه شقيقه متعب لاحقًا إلى القتال في سوريا قبل أن يُقتل أول أمس في تبادل للقصف بقذائف الهاون، بينما عاد الشقيق الأكبر عبد الله المعروف بـ”أبو العباس الجوفي” إلى أرض الوطن.
وسبق للأب أن قاتل في سوريا، ثم في العراق ثلاثة أشهر، قبل أن يعود مرة أخرى إلى سوريا، ليقتل بعد 11 شهرًا من القتال.
إلى ذلك، تسعى الجهات المختصة بالمملكة إلى تجنيب أسرة “الشايق” المصير ذاته الذي واجهته أسرة “السرحاني”، بعدما قام الأب ناصر الشايق بتهريب طفليه خارج المملكة، والسفر بهما للانضمام إلى تنظيم “داعش” قبل أن يرسل رسالة إلى أم الطفلين قائلا: “احتسبي أبناءك طيورًا في الجنة”.
ويُعد الطفلان عبد الله (11 عامًا) وأحمد (10 أعوام) أصغر المنتمين السعوديين إلى “داعش”، فيما تحاول السلطات السعودية جاهدة، بالتعاون مع جهات تركية لإعادة الطفلين، ومتابعة قضيتهما خوفًا عليهما من المصير المأساوي.