– العائدون يؤكدون أن ما قاموا به فهم متشدد للإسلام وجهل بطبيعة الصراعات ومن يقودها.
– أحد التنظيمات التكفيرية استهدف داعية بارزاً في الرياض بسبب إسهاماته في الحد من ذهاب السعوديين لمناطق القتال.
– بعضٌ من السعوديين “يندفعون” لسوريا للقتال ويأخذون معهم زوجاتهم وأطفالهم.
– اللواء التركي: هناك من يستغل مواقع التواصل لنشر الفكر الضال والتغرير بالشباب وجرهم للصراعات.
– الدكتور الشايجي: الأحداث التي تحصل في مناطق الصراعات تعد مواسم للتنظيمات الإرهابية.
– الكاتب خليل الفزيع: نتائج التغرير بالشباب خطيرة وكارثية.. فخوض الحروب ليس رحلة للترفيه.
– د. الدعجاني: إن الشبه في الدين هي من حبائل الشيطان التي يوقع بها من لا علم عنده ولا بصيرة.
– صحيفة “وورلد تريبيون” الأمريكية: العائدون من الحرب في سوريا خطر على أمن العالم واستقرار مجتمعاتهم.
يتساءل الكثيرون عن أسباب اندفاع عددٍ من الشباب السعودي إلى مناطق الصراع في سوريا، والعراق، وغيرهما للمشاركة فيما يسمونه “الجهاد” دون إذن من ولي الأمر؛ مخدوعين بأفكار التنظيمات الإرهابية التي تستغل مواقع التواصل الاجتماعي للتغرير بهم عبر تكثيف اللقطات المؤلمة، والمشاهد الإنسانية لكسب تعاطفهم، وخلق مبررات واهية لدفعهم للخروج للقتال، والتضحية بأنفسهم بمبررات، ومزاعم مضللة لمساعدة إخوانهم في العقيدة – كما يرددون-، ويشير المحلل ناعوم بنشتوك في موقع Vocativ المتخصص بكتابة التقارير الصحفية من الإنترنت؛ الخاص برصد أعداد المؤيدين لداعش في الدول العربية إلى أن معظم التغريدات المتعاطفة تأتي من السعودية للدلالة على حجم تأييد هذه الجماعة المتطرفة.
قصص الشباب
وتتوالى قصص الشباب السعوديين العائدين من مناطق الصراع النادمين على المشاركة في تلك الحروب، والصراعات التي لا تخدم إلا أعداء الإسلام – على حد وصفهم- وكثير من العائدين يعبّر في أحاديثهم عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن ندمهم على خطوتهم تلك، مؤكدين أن ما قاموا به ما هو إلا غفلة، وفهم متشدد للإسلام، وجهل بطبيعة الصراعات ومن يقودها، والتي كادت تنهي حياتهم بلا سبب وجيه، وأشار عددٌ منهم إلى أنهم كانوا مخدوعين بذهابهم للجهاد المزعوم، ونجدة الأرامل اللواتي قتل أزواجهن، والأمهات اللاتي أحرق أطفالهن، والمساجد التي هدمت، والفتيات اللواتي اغتصبن، إلا أنهم عندما يصلون إلى تلك الأماكن يجدون أن كل ما قيل لهم هو كذب، وادّعاء مناقض للواقع تماماً. ويطالب “العائد” الوليد بن عمر على حسابه في “تويتر” بمعاقبة المحرضين، وغيرهم في القنوات الفضائية الذين يدفعون بالشباب إلى التهلكة. أما أبو أنس فيقول: “عندما يكتشف الشباب السعودي المغرر بهم أنهم خدعوا، ويطالبون بالعودة للسعودية لا يستطيعون لأن جوازاتهم مأخوذة منهم من قِبل التنظيمات التي التحقوا بها كمقاتلين، والذين إذا عرفوا برغبتهم بالعودة تبدأ التهديدات بقتلهم وإن فشلوا يرعبونهم بأن المباحث السعودية ستقبض عليهم، وتعذبهم. ويطالب أبو عبيدة أن يعاقب المحرضون على الجهاد المزعوم لحماية أبناء البلاد من المنحرفين، الذين يستغلون عاطفتهم ودفعوهم إلى طرق مظلمة، مؤكداً أن المغرر بهم شباب صغير بعضهم في سن الـ15 عاماً. وقال أبو دجانة: “التنظيمات الإرهابية تحتاج إلى السعوديين لكي يجمعوا لهم الأموال الطائلة التي نتبرع بها لهم”. وقال عائد آخر، شاهدت أطفالاً سعوديين في ساحات القتال يطلب منهم القيام بعمليات انتحارية لسهولة التلاعب بهم.
النساء والأطفال
ولعل ما يدعو للاستغراب أن قلة من الشباب يسافرون إلى سوريا يأخذون معهم زوجاتهم وأطفالهم للإقامة هناك. كما كان من أهداف أحد التنظيمات التكفيرية التي ألقي القبض على أعضائها أخيراً استهداف أحد الدعاة البارزين في مدينة الرياض بسبب إسهاماته في الحد من ذهاب الشباب السعودي لمناطق القتال.. كما كشف النقاب عن جهات، وتنظيمات إرهابية، وشبكات خارجية تبين أن هناك أيدي خفية، وجماعات إرهابية، وشبكات تحريضية تجر الشباب السعودي إلى مناطق القتال، والزج بهم في حروب خارجية، والوقوع في براثن الإرهاب بسبب قلة فهمهم للعلم الشرعي.
القتال خارج السعودية
وكان اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية، أكّد أن هناك أكثر من 16 مليون شخص يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي في البلاد، منهم 5 ملايين يستخدمون موقع تويتر، و8 ملايين يستخدمون فيسبوك، مبيّناً أن بعضهم استغل مواقع التواصل لنشر الفكر الضال واستطاع التغرير بالشباب وجرهم لمناطق القتال خارج السعودية. مشدداً على الأمر الملكي الأخير القاضي بعقوبة كل من يشارك في مناطق القتال خارج البلاد، وأن هناك قوائم لدى الجهات الأمنية، ويجري رصد أسماء الذين يوجدون في مناطق القتال، موضحاً أن وزارة الداخلية السعودية أدرجت عدداً من التنظيمات كحزب الله اللبناني، وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثيين، وجبهة النصرة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، وتنظيم القاعدة، وحركة أنصار الله، ضمن قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة.
استقطاب أكبر عدد
ومن جانب آخر يقول الدكتور حميد الشايجي، المستشار الاجتماعي في مركز محمد بن نايف للتأهيل والرعاية: “إن الأحداث التي تحصل في مناطق الصراعات بالعالم الإسلامي تعد مواسم للتنظيمات الإرهابية، بحيث كل تنظيم إرهابي يريد أن يستقطب عدداً أكبر من الشباب الذين يملكون عاطفة دينية غير منضبطة، ولديهم طاقم يعمل على الجانب الإعلامي، وآخر على الجانب التحريضي، وثالث في صناعة الصور والمقاطع المرئية؛ لاستدراج الشباب”.
تغرير الشباب خطير وكارثي
بينما يوضح الكاتب خليل الفزيع أن نتائج تغرير الشباب السعودي خطيرة، وكارثية؛ فخوض الحروب ليس لعبة أو نزهة للتسلية أو رحلة للترفيه، بل هي قتل للنفس التي حرم الله أن تقتل، وهي في كثيرٍ من الأحيان انتحار فعلي في سبيل لا شيء، فكل دولة معنية بشؤونها الداخلية، ملمحاً إلى أنّ السعودية لم تقصر في مد يد المساعدة والإعانات غير المحدودة للمظلومين، ومن يواجهون حرباً شرسة من حكوماتهم وأعوانها، كما هو الحال في سوريا، لكن حياة المواطنين أغلى من أن تستغل من فئات دأبت على تشويه سمعة السعودية، والإساءة لمواطنيها”.
من حبائل الشيطان
وفي السياق ذاته قال عضو الجمعية الفقهية السعودية د. حمود بن محسن الدعجاني إن الشبه في الدين هي من حبائل الشيطان، التي يوقع بها من لا علم عنده ولا بصيرة. كما أوضح الدعجاني أن الجنوح إلى ملل، ونحل، وأحزاب بدعية مما يوقع الشباب في تلك الشبه، مشيراً إلى صفتي التهور والاستعجال، التي تغلب على الشباب والذين يريدون تغيير الواقع الذي يعيشه المسلمون في طرفة عين دون النظر في العواقب، ودون فهم للظروف والأمور التي تحيط بهذا الواقع، مبيّناً أن هذا مسلك خاطئ لأن هذه العجلة تضر أكثر مما تنفع.
العناصر المسلحة
ومن جانب آخر سلطت صحيفة “وورلد تريبيون” الأمريكية الضوء على المخاطر التي يشكلها العائدون من الحرب في سوريا على أمن العالم واستقرار مجتمعاتهم. وقالت الصحيفة إن أكثر ما يبعث على الإزعاج هو أن بمجرد عودتهم من سوريا سيتحول الكثير منهم إلى ” قنابل موقوتة”.
السفارة السعودية في تركيا
وكانت سفارة المملكة العربية السعودية لدى أنقرة قد أعلنت أنها تستقبل المواطنين السعوديين الذين كانوا يحاربون في سوريا ممن يرغب منهم العودة إلى السعودية لتقدّم لهم كل المساعدات. وإن المحاربين السعوديين يستطيعون العودة إلى البلاد بعد تقديم طلب للسفارة التي ستتكفل بإقامتهم وتذاكر سفرهم، وتأمينهم حتى يصلوا إلى السعودية.
الأجهزة الأمنية تتابع شبكات التواصل
يُذكر أن السلطات الأمنية السعودية أكدت الشهر الماضي أن الأجهزة المختصة تولت متابعة ما يطرح على شبكات التواصل الاجتماعي على محمل الجد، وذلك بعد أن أصبحت ميداناً فسيحاً لكل الفئات المتطرفة، ووفرت وسيلة سهلة لتواصل أرباب الفتن في مواقع كثيرة، وما يشهده الواقع من استهداف مباشر للوطن في أمنه، واستقراره، وشبابه، ومقدراته.
الأمر الملكي
ويُذكر أنه قد صدر أمر ملكي قبل 5 أشهر ينص على السجن مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد على 20 سنة، على كل من شارك في أعمال قتالية خارج السعودية، بأي صورة كانت، والانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، كما تطول العقوبة كل من يؤيد هذه الجماعات أو يتبنّى فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة.