ذكر الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة العدوان المتواصل على القطاع منذ فجر يوم الاثنين الماضي، وحتى الساعة الحادية عشرة من مساء الأربعاء قد ارتفعت إلى 74 شهيداً و524 جريحاً، ومن بين الشهداء 7 أطفال دون الثالثة عشرة من أعمارهم، و11 فتاة وامرأة إحداهن في الثمانين من عمرها، وتأتي هذه الحصيلة وسط قصف عنيف وغير مسبوق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية؛ وذلك بحسب مصادر إعلامية فلسطينية وغربية.
وعلى الجانب الإسرائيلي فقد سقط صاروخان أطلقا من قطاع غزة على بلدة ديمونة جنوب إسرائيل؛ حيث يوجد المفاعل النووي بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء.
وكتب الجيش على صفحته الرسمية على موقع “تويتر”: أطلق فلسطينيون ثلاثة صواريخ على ديمونة وقع اثنان في مناطق مفتوحة، بينما اعترضت منظومة القبة الحديدية الآخر.
وتبنّت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان إطلاق الصواريخ، حيث أكدت في بيان إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز إم 75 على ديمونة، في إشارة إلى صواريخ يصل مداها إلى نحو 80 كيلومتراً. ويوجد مفاعلان نوويان في إسرائيل أحدهما بديمونة في صحراء النقب، والآخر في ناحل سوريك غرب القدس. ويُعتقد أن الدولة العبرية تمتلك نحو 200 رأس نووي، ولكنها لم تؤكد ذلك أبداً أو تنفِ هذه المعلومات.
من جهتها ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أنه منذ مساء الاثنين سقط أكثر من 200 صاروخ أطلقت من غزة على إسرائيل، وبأنه تم اعتراض 53 صاروخاً من قبل نظام القبة الحديدية الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وقد استخدمت حركة المقاومة الإسلامية حماس التي حكمت قطاع غزة عام 2007 صواريخ جديدة وقوية، وذلك بحسب الصحيفة حيث دوّت صافرات الإنذار في بلدة زخرون ياكوف شمال إسرائيل أي نحو 12 ميلا عن مدينة حيفا الرئيسية، لكنه لم يبلغ عن سقوط ضحايا حتى الآن.
وعرضت الصحيفة أكثر من 30 صورة تحكي المواجهة القائمة حالياً، وحالة الذعر بين الإسرائيليين أثناء دوي صفارات الإنذار والتدمير الحاصل لقطاع غزة.
وفي نفس السياق تحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في تقرير لها عن حرب استنزاف بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، متسائلة من الذي سينتصر بين حماس وإسرائيل، مشيرة إلى أنه لا توجد مفاوضات جادة بعدُ لوقف إطلاق النار، وعلى الأرجح فإن حماس وإسرائيل قد تخوضان حرب استنزاف طويلة. فحماس كما تقول الصحيفة استخدمت تكتيكات جديدة في حفر الأنفاق وعملية بحرية في إشارة إلى عملية “زيكيم” التي قام بها خمسة من مقاتلي حماس، ووصلوا إلى إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية، لكن الصحيفة تحدثت عن فشل هذه العملية، كما فشلت عملية نوعية مماثلة لها.
وأضافت الصحيفة أن حماس أرادت تخويف الإسرائيلين بضرب أهداف رمزية، خصوصاً وأنها استهدفت مدينة تل أبيب، وأشار التقرير إلى أن حماس تريد أن تُري العالم أن صواريخها سوف تصل إلى مطار بن جوريون الدولي.
وأضاف التقرير أن حماس تهدف إلى بث الرعب في قلوب الإسرائيليين بوصول صواريخها إلى مناطق جديدة في العمق الإسرائيلي، ولفت التقرير إلى أن معظم هذه الخطط قد باءت بالفشل على حد زعم الصحيفة.
أما على الجانب الإسرائيلي فقد تحدث التقرير نقلاً عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أن الهدف من العملية الإسرائيلية بحسب تكليف مجلس الوزراء الإسرائيلي هو الوقف الكامل لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وإعادة قوة الردع لدى إسرائيل، في إشارة إلى افتقادها حالياً، وبالتالي الاستقرار لفترة طويلة، ومحاولة إلحاق الضرر بشكل أكبر جسامة على مراكز إطلاق الصواريخ وإنتاجها ولاسيما الصواريخ بعيدة المدى، والتخفيف من إطلاقها على إسرائيل مستقبلاً، والحد من السلطة السياسية لحركة حماس ونفوذها على الساحة الفلسطينية، والانتهاء من هذه العملية دون الإضرار بشرعية إسرائيل.
ووصف التقرير أن هذه الأهداف في متناول اليد بحسب مسؤولين إسرائيليين كبار بشرط تماسك الداخل الإسرائيلي، وتحمل تبعات الحرب حتى لو طالت العملية، في إشارة منها إلى التململ الكبير الحاصل الآن بين الإسرائيليين وحجم الذعر الكبير الذي بسببه تأثر كل شيء في إسرائيل وخاصة القطاع الاقتصادي الضعيف والمهزوز في إسرائيل.
أما صحيفة “معاريف” الإسرائيلية فقد عددت أسماء بعض قادة حماس الذين قد يكونون على رأس قائمة الشخصيات المستهدفة في حال تم إقرار العودة إلى سياسة الاغتيالات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالأمس تم قصف منزل رياض العطار قائد العمليات في حركة حماس وخليفة أحمد الجعبري، وتحمله إسرائيل المسؤولية عن اختطاف “شاليط”، وذكر التقرير أنه على رأس هذه القائمة يقف محمد ضيف القائد العام للذراع العسكري لحركة حماس كتائب عز الدين القسام، في حين يليه في الدور حسب الصحيفة مروان عيسى قائد الجناح العسكري والذي كان يعتبر اليد اليمنى ونائب “الجعبري”، والمعروف بأنه زار جلعاد شاليط عدة مرات عندما كان أسيراً للحركة. وأضافت الصحيفة أن شخصيات أخرى قد تكون هدفاً لحماس من بينهم محررون في صفقة “شاليط” وأبرزهم يحيى السنوار وروحي مشتهى.
ووفقاً للصحيفة فإن العديد من القيادات السياسية لحماس قد يكونون أيضاً هدفاً للاغتيالات الإسرائيلية، وفي مقدمتهم إسماعيل هنية؛ وهو الشخصية الأبرز للحركة في القطاع منذ اغتيال الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي.