روسيا.. هل انتهت ورقة النظام السوري؟
2013-09-05 12:00 AM
لا يمكن لروسيا أن تستمر في موقفها المساند لنظام بشار حتى النهاية. مهما يكن من أمر المصالح الروسية مع نظام الأسد، إلا أن هناك حدودا من غير المنطقي أن تتجاوزها موسكو، لتقف ضد المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، في موقف سياسي فج ولا إنساني، فالمراد من كل هذا الوقوف وهذه المساندة للنظام السوري هو عودة روسيا بقوة كقطب عالمي مؤثر، يسعى إلى موطئ قدم في الشرق الأوسط، وهي قاعدة صرح بها بوتين قبل عدة سنوات، ويبدو أن شيئا محددا مما تسعى إليه موسكو ربما يتحقق دون التخندق في مساندة النظام السوري، هذا ما يجعلنا نتفهم تغير اللهجة الروسية تجاه أزمة سورية، وتبخر التصريحات الحازمة ضد أي تدخل عسكري يستهدف بشارا ونظامه، الخطاب السياسي الروسي تغير بعد عامين من الصمود والاستماتة في الدفاع عن بشار ونظامه.
صرح بوتين أمس أنه إذا ثبت استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية فإن روسيا لن تعارض استخدام القوة العسكرية ضد ذلك النظام، وهو تغير واضح في الموقف الروسي، وإن كان بشيء من المراوغة السياسية التي تتيح للكرملين حفظ ماء الوجه عندما اشترط بوتين أن يكون التدخل بتفويض دولي من الأمم المتحدة.
أثنى الرئيس الروسي أيضا على نظيره الأميركي شخصيا، وقال إنه لا توجد خلافات عميقة بين الرجلين، ربما أثيرت بعد امتناع أوباما حضور قمة ثنائية بينهما مطلع هذا الشهر، بسبب منح روسيا اللجوء الموقت للمستشار السابق للاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن.
ربما تشكل قمة العشرين التي تعقد اليوم منحنى آخر في العلاقات بين واشنطن وموسكو، يتحدد على إثرها مصير بعض القضايا العالقة، ومنها قضية سنودن، وتسوية الأزمة السورية، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الإيطالي على هامش القمة. وبغض النظر عن ضرورة تسوية القضايا العالقة بين هذين البلدين والتي تستدعي حل الأزمة الراهنة في سورية إلا أن إسقاط النظام السوري أصبح مطلبا ملحا لتهدئة الأوضاع في المنطقة، ولوقف إبادة الشعب السوري.
الآن، ربما بدأ نظام بشار يشعر بالعزلة السياسية أكثر من ذي قبل، فحليفه الأول لا يمكنه الذهاب إلى أبعد من هذه النقطة في مسار العلاقات الثنائية؛ لأن مصالحه تحتم عليه أن يقف عند هذا الحد.