انضمّت طوابير الجوع في غزة إلى مأساة أوامر الإخلاء المتتالية التي يعانيها سكان القطاع منذ الأحداث التالية ليوم السابع من أكتوبر 2023.
وتعالت صرخات الفتيات الصغيرات خلال تدافعهنّ في جنوب غزة، في محاولة يائسة لبلوغ مقدمة الصف سعيًا للحصول على الطعام، وكان الرجال يقومون بتوزيع الأرز والدجاج في وقت قياسي، لتسقط أطباق الطعام على الأرض خلال التدافع.
بالقرب منهم انتظر الأولاد لملء حاويات بلاستيكية بالماء، ووقفوا لساعات بين الخيام المتلاصقة.
ووفق “سكاي نيوز عربية”: كان الجوع واليأس واضحين، الجمعة، في مخيم الخيام على طول شاطئ دير البلح، بعد شهر من أوامر الإخلاء المتتالية التي دفعت آلاف الفلسطينيين إلى المنطقة التي يطلق عليها جيش الاحتلال “منطقة إنسانية”.
وكانت المنطقة مكتظّة منذ فترة طويلة بالفلسطينيين الذين يبحثون عن ملاذ من القصف، لكن الوضع يزداد سوءًا يومًا تلو الآخر، مع وصول موجات النازحين وندرة الغذاء والماء.
وخلال الشهر الماضي أصدر جيشُ الاحتلال أوامرَ إخلاء لجنوب غزة بوتيرة غير مسبوقة.
وفقًا للأمم المتحدة: يقع ما لا يقلّ عن 84 في المئة من غزة ضمن منطقة الإخلاء، وبحسب التقديرات فقد نزح 90 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة خلال مسار الحرب.
وصدر 13 أمرًا بالإخلاء منذ 22 يوليو؛ وفقًا لإحصاء “الأسوشيتدبرس”؛ مما أدى إلى تقلص كبير في حجم المنطقة الإنسانية التي أعلنتْها إسرائيل في بداية الحرب لتدفع المزيد من الفلسطينيين إليها أكثر من أي وقت مضى.
وفي أغسطس وحده كانت أوامر الإخلاء تصدر كل يومين تقريبًا؛ مما أدّى إلى نزوح ما يقرب من 250 ألف شخص؛ وفقًا للأمم المتحدة.
وحتى الفلسطينيون الذين يعيشون في المنطقة الإنسانية التي أعلنها الاحتلال في بداية الحرب، اضطروا إلى الرحيل.
وتأتي عمليات الإخلاء في الوقت الذي يكافح فيه الوسطاء الدوليون لسدّ الفجوة بين إسرائيل وحماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يوقف القتال في غزة وتبادل عشرات الرهائن بين الجانبين.