يكثف منتدى الرياض الاقتصادي ترتيباته واستعداداته هذه الأيام لإطلاق الفعالية الرئيسية للمنتدى في دورته الحادية عشرة، التي تُعقد برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الفترة من 18- 20 نوفمبر 2024، والذي يُتوقع أن يستقطب حشدًا واسعًا من المسؤولين الحكوميين ورجال وسيدات الأعمال والاقتصاديين المتخصصين.
وتضمنت جهود منتدى الرياض الاقتصادي للاستعداد لأعمال دورته الحالية، انتهاء سلسلة من حلقات النقاش المتخصصة الداخلية التي احتضنتها مدينة الرياض، والخارجية التي استضافتها أربع مدن بالمملكة شملت: (مدينة حائل، وعنيزة، ونجران، وينبع).
وجاء اختيار مجلس أمناء المنتدى لهذه المدن الأربع إضافة لمدينة الرياض مقر المنتدى؛ بهدف استثمار التنوع الجغرافي والاستثماري الذي تتميز به كل منطقة؛ فضلًا عما تمثله من ميزة تنافسية تستند إلى مواردها الطبيعية، يضاف لذلك التنوع الكبير في الحضور الذي تحظى به كل مدينة من رجال وسيدات الأعمال والخبراء الاقتصاديين.
واستنادًا لهذا التنوع في الحضور فإنه يهيئ الفرصة لإثراء النقاش حول كل دراسة، بما يسهم في النهاية في الخروج بمنتج بحثي متميز والتوصل لتوصيات هامة تخدم الاقتصاد الوطني وتعزز التنمية المستدامة بما يتواكب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وكانت الرياض قد احتضنت حلقة النقاش الأولى في ديسمبر 2023، وعقدت أربع جلسات، خُصصت لمناقشة كل دراسة جلسةٌ مستقلة، تناولت إحداها دراسة محور قطاع الأعمال وعنوانها: “تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تنمية الاقتصاد الوطني”، وخُصصت جلسة أخرى لمناقشة دراسة محور الموارد البشرية بعنوان: “تطوير ممارسات جودة الحياة الوظيفية لرفع الإنتاجية في المنظمات السعودية”.
وفي محور التشريعات عقدت جلسة مستقلة لمناقشة دراسة بعنوان “تحفيز الاستثمار وحوكمته من خلال التمايز في السياسات الحكومية بين المناطق”، ثم عقدت جلسة لمناقشة دراسة محور الموارد الطبيعية بعنوان “تعظيم العائد الاقتصادي من الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة”.
وانطلق المنتدى ليعقد حلقة النقاش الثانية في 4 مدن خارجية اختصت كل منها بمناقشة دراسة واحدة من الدراسات الأربع، ففي حائل استضافت غرفتها حلقة نقاش حول دراسة “تحفيز الاستثمار وحوكمته من خلال التمايز في السياسات الحكومية بين المناطق”، واستضافت غرفة عنيزة حلقة نقاش حول دراسة “تطوير ممارسات جودة الحياة الوظيفية لرفع الإنتاجية في المنظمات السعودية”.
وفي نجران استضافت غرفتها حلقة نقاش حول دراسة “تعظيم العائد الاقتصادي من استغلال الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة”؛ بينما استضافت غرفة ينبع حلقة نقاش حول دراسة “تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تنمية الاقتصاد الوطني”.
ثم عقد المنتدى حلقة النقاش الثالثة والأخيرة في الرياض تابع خلالها النقاش في جلسة مستقلة لكل دراسة، بمشاركة عدد كبير من المسؤولين الحكوميين ورجال وسيدات الأعمال والأكاديميين المتخصصين والمهتمين في كل من هذه الدراسات؛ وهو ما سيمكّن المنتدى من بلورة حصيلة هذه الحلقة النقاشية وما انتهت إليه من طروحات.
وستساهم هذه الحصيلة من المناقشات في تمكين الفِرَق العلمية المشرفة على إعداد الدراسات، من متابعتها للفِرَق البحثية للاستفادة منها في إعداد الدراسات في صورتها النهائية والتي بات المنتدى قريبًا من تحقيقها، استعدادًا للفعالية الرئيسية التي ستكون المادة الأساسية للنقاش المعمق من قِبَل المتخصصين المشاركين.
وحول هذه الدراسات والآلية التي يتبعها المنتدى في إعدادها، أوضح الدكتور خالد بن سليمان الراجحي رئيس مجلس أمناء المنتدى أن المنتدى يسعى انطلاقًا من مسؤوليته كمركز فكري اقتصادي، لتشخيص القضايا الرئيسية التي تجابه الاقتصاد الوطني وتسليط الضوء عليها من خلال إعداد دراسات رصينة بشأنها ترسم أطر حلول ومقترحات لمواجهة هذه التحديات، بهدف رفع كفاءة الاقتصاد الوطني؛ مؤكدًا أن المنتدى يتبع هذه المنهجية منذ انطلاقته قبل أكثر من عقدين.
من جانبه، أوضح الدكتور يوسف الرشيدي الأمين العام للمنتدى أن الدراسات الأربع اقتربت من مرحلة الإنجاز النهائي، ونوه بما حققته حلقات النقاش الداخلية والخارجية في تعزيز مراحل إنجازها بالنظر إلى النقاشات الجادة التي شهدتها والحضور الواسع من المسؤولين الحكوميين والاقتصاديين المتخصصين ورجال وسيدات الأعمال.