سيُفكك الجيش الأميركي الرصيف، الذي بناه لنقل المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، ويعيده إلى الولايات المتحدة قبل انتهاء الحرب، مما ينهي مهمة كانت محفوفة بالمشاكل الأمنية والجوية المتكررة، التي حدت من كمية الغذاء والإمدادات الأخرى، التي يمكن أن تصل إلى الفلسطينيين الجوعى، وعلى الرغم من إشادة القيادة المركزية الأميركية بالعملية، إلا أن الخطة التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن كلفت 230 مليون دولار، ولم تعمل إلا لمدة 25 يومًا.
ومع ابتعاد الجيش الأمريكي عن الطريق البحري لإيصال المساعدات الإنسانية، تثار تساؤلات حول الخطة الإسرائيلية الجديدة لاستخدام ميناء أسدود كبديل، ولا تتوفر تفاصيل كثيرة حول كيفية عمل ذلك، ولا تزال هناك مخاوف بشأن ما إذا كانت منظمات الإغاثة ستحصل على ما يكفي من المعابر البرية القابلة للاستخدام لإيصال المساعدات إلى المنطقة، التي مزقتها الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وذكر نائب الأميرال براد كوبر، نائب القائد في القيادة المركزية الأمريكية، للصحفيين في إحاطة صحفية بوزارة الدفاع، أن ممر أسدود سيكون أكثر استدامة، وقد تم استخدامه بالفعل لإيصال أكثر من مليون رطل من المساعدات إلى غزة، متوقعاً أن تدخل ملايين الأرطال من المساعدات إلى غزة عبر هذا المسار الجديد، وفقاً لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
التحدي الرئيسي
وقالت سونالي كوردي مساعدة مدير مكتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للمساعدة الإنسانية، للصحفيين” “إن منظمات الإغاثة واثقة من أن أسدود ستكون طريقًا حيويًا ومهمًا إلى غزة، لكن التحدي الرئيسي الذي نواجهه الآن في غزة هو انعدام الأمن والقانون، الذي يعيق التوزيع بمجرد وصول المساعدات إلى غزة ونقاط العبور”.
وتسيطر إسرائيل على جميع معابر غزة الحدودية، ومعظمها مفتوح، على الرغم من أن إسرائيل تعرضت لانتقادات من منظمات الإغاثة؛ بسبب قيودها على كمية ونوع المساعدات المسموح بها، واتهامها باستخدام التجويع كسلاح حرب.
وينتقد النقاد الرصيف بأنه مشروع فاشل كلف 230 مليون دولار، ولم يحقق المستوى المطلوب من المساعدات لتجنب المجاعة الوشيكة، ومع ذلك، يؤكد الجيش الأمريكي أنه كان الأمل الأفضل، حيث كانت المساعدات تتدفق ببطء خلال فترة حرجة من شبه المجاعة في غزة، وأنه قدم حوالي 20 مليون رطل (9 ملايين كيلوجرام) من الإمدادات التي كان الفلسطينيون في أمس الحاجة إليها.
تشتيت للانتباه
وانتقدت منظمات الإغاثة الرصيف الأمريكي باعتباره تشتيتًا للانتباه، قائلة: “إن الولايات المتحدة كان ينبغي أن تضغط على إسرائيل لفتح المزيد من المعابر البرية والسماح بتدفق المساعدات بشكل أسرع وأكثر كفاءة”.
وخُطِط للمشروع كحل مؤقت لإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين الجوعى، لكن منظمات الإغاثة انتقدته منذ البداية واعتبرته مضيعة للوقت والمال، وبينما أقر مسؤولو الدفاع الأمريكيون بأن الطقس كان أسوأ مما كان متوقعًا وحد من الأيام، التي يمكن أن يعمل فيها الرصيف، إلا أنهم أعربوا أيضًا عن إحباطهم من عدم قدرة واستعداد منظمات الإغاثة لتوزيع المساعدات، التي مرت عبر النظام، مما أدى إلى تكدسها على الشاطئ.
ومع ذلك، كان هناك عنصر حاسم لا يمكن السيطرة عليه من قبل منظمات الإغاثة ولا الجيش الأمريكي، وهو جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي وضع عمال الإغاثة الإنسانية في خطر مستمر، وفي عدد من الحالات، كلفهم حياتهم، ونتيجة لذلك، عمل الرصيف لأقل من 25 يومًا بعد تركيبه في 16 مايو، ولم تستخدمه وكالات الإغاثة إلا حوالي نصف ذلك الوقت بسبب المخاوف الأمنية.
وعَلِقَ أكثر من 1000 جندي وبحار أمريكي في المنتصف، وعاشوا بشكل أساسي على متن سفن قبالة ساحل غزة، يكافحون لإبقاء الرصيف قيد التشغيل، لكنهم قضوا العديد من الأيام في إصلاحه أو فصله ونقله وإعادة تركيبه بسبب الطقس السيئ، ولم يتم استخدامه منذ يونيو، عندما تم نقله إلى أسدود بسبب الأمواج العاتية.
واستمرت التوترات حتى اللحظات الأخيرة، حيث أشار كبار مسؤولي إدارة “بايدن” إلى نهاية مشروع الرصيف قبل أيام، لكن القيادة المركزية الأمريكية رفضت، متشبثة بالأمل في أن يتمكن الجيش من إعادة تركيبه مرة أخيرة لنقل أي شحنات أخيرة من المساعدات إلى الشاطئ، وقد أكدت الأمم المتحدة منذ فترة طويلة أن عمليات التسليم البحرية ليست بديلاً عن الوصول البري.