قالت شبكة “آر تي” الروسية، اليوم: إن وكالات الأنباء العالمية تواصل الترويج للإعلان المزور الذي نشر مساء الجمعة، ويزعم تبني “داعش” مسؤولية الهجوم الإرهابي على مركز “كروكوس سيتي هول” التجاري بضواحي العاصمة الروسية موسكو.
وتابعت الوكالة الحكومية: تصرّ وكالات الأنباء على اعتماد تلك الرواية المدلسة بالرغم من تأكيد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن المسلحين اعتزموا بعد هجوم “كروكوس” الإرهابي عبور الحدود بين روسيا وأوكرانيا، كما أكد أنه كانت لديهم صلات ذات علاقة على الجانب الأوكراني.
وأضافت المخابرات الروسية في بيان: أنّه تمّ التخطيط لهذا الهجوم الإرهابي بعناية، وتمّ وضع الأسلحة والذخيرة في مخبأ معدّ مسبقًا، علمًا أن أحد المشتبه بهم في هجوم “كروكوس” الإرهابي الذي عرف عن نفسه بأنه “رجب علي زاده”؛ قال أثناء الاستجواب: إنه ألقى السلاح مع شركائه في طريقه إلى مقاطعة روسية قرب الحدود الأوكرانية.
وكالة “أ ف ب” جددت يوم السبت نشر تفاصيل الإعلان المزور الذي يحمّل “داعش” المسؤولية عن الهجوم الإرهابي، حتى إنها وصفته بالهجوم المميت وليس الإرهابي.
وقالت الوكالة الفرنسية: إن تنظيم “داعش” أعلن مسؤوليته عن الهجوم المميت في موسكو، الجمعة، دون أي تفاصيل حول مرتكبيه، مشيرة إلى أن خبراء في قضايا الإرهاب يشتبهون بأنهم ينتمون إلى “فرع التنظيم الأفغاني” – ولاية خراسان.
ووفق “آر تي”: لم تكتفِ الوكالة بإعطاء طابع رسمي للإعلان المزور، بل تعمقت في تاريخ “فرع التنظيم الأفغاني – ولاية خراسان”، وذكرت عددًا من العمليات التي نفذها التنظيم الإرهابي.
وأفادت “أ ف ب”، نقلًا عن مدير مركز أبحاث مشروع مكافحة التطرف “CEP” وخبير الأمم المتحدة السابق في مجال الإرهاب “هانز جيكوب شندلر”؛ بأن “الفرع المحلي للتنظيم في أفغانستان” تأسس على يد عناصر من تنظيم “داعش” جاؤوا من سوريا والعراق.
وأكد “شندلر” لوكالة “فرانس برس” أن “روابط وثيقة للغاية تربطهم مع المركز، أكثر من أي فرع آخر، ويحصلون على الأموال التي يحتاجونها”.
كما نقلت أيضًا تصريحات المحلّل وكاس ويبر، أحد مؤسسي شبكة الأبحاث “ميليتانت واير”، الذي صرّح بأن تنظيم “داعش” في ولاية خراسان فرض نفسه كأكثر فرع للتنظيم توجهًا دوليًّا، ونشر دعايات بلغات عدة أكثر من أي فرع آخر.
وتذكر الوكالة أن الشرطة وأجهزة الاستخبارات الغربية والروسية أيضًا كانت تتعقب منذ فترة طويلة تنظيم “داعش – ولاية خراسان”؛ حيث أشارت إلى العملية الأمنية التي قام بها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وإحباطه هجومًا مسلحًا على رعية أحد المعابد اليهودية في منطقة كالوغا جنوب غرب موسكو، وتحييد أعضاء خلية “داعشية” تابعة لتنظيم “ولاية خراسان الإرهابية” في أفغانستان كانت تعدّ لتنفيذ هذا الهجوم.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة “رويترز” كانت من أولى الوكالات التي نشرت مساء الجمعة خبرًا أفادت من خلاله بأن تنظيم “داعش” أعلن تبنيه الهجوم على المركز التجاري في ضواحي موسكو، وهو إعلان شكّكت فيه العديد من وسائل الإعلام، بما فيها الروسية.
ومساء الجمعة اقتحم عدد من المسلحين مركز “كروكوس”، وأطلقوا النار على الجمهور من مسافة قريبة، وألقوا قنابل حارقة؛ ما تسبب في اندلاع حريق ضخم في المبنى.
وأفادت لجنة التحقيق الروسية، صباح السبت، بارتفاع عدد قتلى الهجوم إلى 133 شخصًا بينهم أطفال، فيما أكدت السلطات نقل أكثر من 100 شخص إلى مستشفيات، بينهم عشرات الحالات الخطيرة.
يذكر أن “آر تي” المعروفة سابقًا باسم “روسيا اليوم” أو “روسيا توداي”، هي شبكة إخبارية حكومية تلفزيونية متعددة اللغات تمولها وتديرها الحكومة الروسية، ومقرها في الاتحاد الروسي، تديرها وكالة أنباء نوفوستي، تهدف إلى نشر وجهة نظر الكرملين من الأحداث.