بعد يوم من الإطاحة به في انقلاب عسكري، خرج رئيس النيجر محمد بازوم على منصات التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، متعهدًا بحماية المكتسبات الديمقراطية “الغالية” في بلاده.
وفي وقت متأخر من ليل أمس الأربعاء، بثّ عسكريون عبر التليفزيون الرسمي في النيجر بيانًا أعلنوا فيه الإطاحة بـ”بازوم” من السلطة، إلى جانب تعليق العمل بكل مؤسسات الدولة.
من هو محمد بازوم؟
في الثاني من أبريل من عام 2021، أدى محمد بازوم اليمين الدستورية رئيسًا للنيجر، ليصبح بذلك أول رئيس عربي يحكم البلاد، وأول رئيس مدني منتخب يتسلم السلطة سلميًا من رئيس مدني منتخب في النيجر منذ استقلالها.
وينتمي “بازوم” وفق “بي بي سي”، إلى عرب ديفا، وهو الاسم الذي يُطلَق على قبائل البدو التي تعيش في شرق النيجر، ويمثل عرب ديفا نسبة لا تتجاوز 1.5% من سكان البلاد البالغ تعدادهم نحو 24 مليون نسمة.
ووُلِد بازوم في يناير من عام 1960، وتلقّى تعليمه الأساسي في بلاده قبل أن يسافر إلى العاصمة السنغالية داكار ليدرس الفلسفة والسياسة بجامعة الشيخ أنتا ديوب.
ولدى عودته إلى النيجر، عمل بازوم مدرسًا، قبل أن ينخرط في الحركة النقابية والسياسية في البلاد.
وفي حقبة التسعينيات، أسس بازوم مع المهندس مامادو إيسوفو الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وفي عام 1993 انتُخب عضوًا في البرلمان.
وفي عام 2011، ساعد بازوم في وصول إيسوفو إلى رئاسة النيجر، وعلى مدى فترتين حكم فيهما الأخير البلاد، حمل بازوم عددًا من الحقائب الوزارية، منها الداخلية والخارجية والتعاون.
وفي عام 2020، استقال بازوم من الحكومة، حتى يتسنّى له الترشح لرئاسة البلاد، وبالفعل وصل في أبريل 2021 إلى سدة الحكم عبر انتخابات نادرة في النيجر شهدت صعود رئيس ينتمي إلى أقلية في بلد قبائلي.
وقبل ثلاثة أيام فقط من تولّيه مقاليد الأمور، شهدت النيجر محاولة انقلاب عسكري فاشلة.
ومنذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960، شهدت النيجر أربعة انقلابات عسكرية ناجحة، فضلًا عن عدد كبير من محاولات انقلابية فاشلة.
وقبل هذا الانقلاب الذي تشهده النيجر الآن على بازوم، وقع آخر انقلاب شهدته البلاد في فبراير 2010، والذي أطاح بالرئيس مامادو تانجا.
وكانت التوقّعات تشير إلى استمرار بازوم في السلطة مدة فترتين على غرار سلفه إيسوفو.
وتمثلت التحديات التي واجهت الرئيس بازوم في الفقر الشديد ومعدلات البطالة المرتفعة والحركات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة و”داعش” وبوكوحرام.
وتعاون بازوم مع دول الجوار الإفريقي فضلًا عن فرنسا وأمريكا في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن بالنيجر.
وحارب الرئيس بازوم ضد الأميّة وشجّع تعليم الإناث؛ سعياً لتحقيق المساواة بين الجنسين في بلاده.