أثار اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا، موجة غضب في أوساط مسلمي العالم، ما تزال تداعياتها مستمرة إلى اليوم، كما خلق أزمة دبلوماسية للسويد بلغت حدّ استدعاء سفرائها بالعديد من عواصم الدول الإسلامية، بعد اقترافه جريمة حرق وتدنيس القرآن الكريم خلال تجمعات نظمها في العاصمة ستوكهولم، آخرها كان الخميس الماضي، فمن هو “موميكا”؟
يظهر البحث في ماضي “موميكا” أنه حافل بنشاط سياسي واحتجاجي وصلات مع ميليشيات مسيحية مسلحة؛ وفقًا لـ”فرانس برس”.
قبل انتقال “موميكا” المتحدر من نينوى في العراق إلى منفاه في السويد، تشير حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى محاولته الانخراط في العمل السياسي في العراق، بما في ذلك صلات له مع ميليشيا مسيحية مسلحة أثناء القتال ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، وإنشاء حزب سياسي سرياني غامض، ومنافسات مع مجموعات مسيحية مسلحة مؤثرة، واعتقال لفترة قصيرة.
وأثار تدنيس “موميكا” وحرقه للقرآن، إدانات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في تركيا التي تنتظر ستوكهولم ضوءًا أخضر منها لتنضمّ السويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ودعت منظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ تدابير جماعية لمنع حرق مصاحف مرة أخرى.
وفي بغداد اقتحم أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر السفارة السويدية لفترة وجيزة، ثم أضرموا فيها النيران عندما كرّر تدنيسه للقرآن الكريم.
وأدانت الحكومة السويدية ما وصفته بـ”العمل المعادي للإسلام”، وفتحت الشرطة تحقيقًا في “التحريض ضد مجموعة عرقية”؛ لأن إحراق المصحف حدث أمام مسجد.
ودفع قرار السويد السماح لـ”موميكا” بتكرار تدنيس القرآن وحرق العلم العراقي، بغداد إلى الردّ بطرد السفيرة السويدية لدى العراق، وتعليق ترخيص مجموعة “إريكسون” السويدية العملاقة لمعدات الاتصالات في البلاد.
وأُحرقت السفارة السويدية في بغداد خلال مظاهرة جديدة لمؤيّدي مقتدى الصدر، وجرت مظاهرات في العراق وإيران ولبنان، وأعلنت إيران أنها لن تقبل بالسفير السويدي الجديد بعد انتهاء مهام سلفه، ولن تعيّن سفيرًا لها في ستوكهولم.
وأقرّ “موميكا” في أوائل يوليو الماضي، بأن لديه طموحات سياسية في السويد، وذكر أنه يأمل في أن يترشح يومًا ما للبرلمان عن حزب الديمقراطيين السويديين المناهض للهجرة، وردّ الحزب المؤيد للحكومة الائتلافية الحالية برئاسة أولف كريسترسون أن تصرفات سلوان موميكا لا تمثله.