رحب الشيخ الدكتور عيسى الغيث، القاضي الشرعي، عضو مجلس الشورى، بمقترح إدخال مادة التربية البدنية في مدارس البنات، معتبراً أنه أحد حقوقها التي كفلها لها الإسلام.
وانتقد الغيث المعارضين للمقترح، معتبرًا أنهم الصوت “الراديكالي المتشدد الذي أعاد المجتمع سنوات للخلف”، على حد تعبيره.
وقال الغيث في حديث خاص لـ”عاجل” إن مسألة إدخال مادة التربية البدنية والصحية إلى مدارس البنات بزي محتشم لم يحرمها علماء الشرع من حيث المبدأ، ولكن يحرمون المآلات حينما يسيئون الظن فيمن ينفذ في مثل هذه الأمور، معتبرًا أن إساءة الظن مخالفة شرعية وتتضمن مزايدة على الآخرين.
واستشهد الغيث بفتوى الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز حينما أجاز ممارسة الرياضة للنساء عموما إذا كنَّ في مكان لا يراهن فيه الرجال.
وفي هذا لفت إلى انتشار العديد من النوادي الرياضية المخصصة للنساء في المدن الكبرى، ولم يحرم ذلك أحد من العلماء، معتبرًا أنه من باب أولى أن يكون ذلك في مدارس البنات؛ لأنه “من حق المرأة أن تمارس الرياضة حتى لو كان للترفيه”.
أما من الناحية القانونية فقال إنه “من المعروف أن القانون لا يخالف الشريعة في المملكة؛ فمجلس الشورى هو مجلس استشاري، مهمته مشاركة ولي الأمر في تقديم المشورة في المسائل التشريعية والتنظيمية، وكذلك القيام بدور الرقيب على الجهات الحكومية “.
وعلى هذا الأساس- يضيف الغيث- فإنه “لا يجوز لكائن من كان أن يأتي بكلام مرسل إلا بدليل، ولا يحق له تحريم ما أحل الله إلا بدليل شرعي، والعكس صحيح”.
وعن اهتمام بعض الناس بالفتاوى أكثر من القوانين، ومطالبتهم سلطات الدولة بالعودة لهيئة كبار العلماء فقد اعتبر أن ذلك نوعاً من “الكهنوت الذي جاء الإسلام بمحاربته.. وبهذه الطريقة نتحول إلى ولاية الفقيه الذي يقرر مصير الناس في شؤونهم الدنيوية فضلا عن شؤونهم الدينية”.
وقال إنه “من غير المعقول ألا يعيش الناس في شؤون دنياهم إلا بفتوى من هيئة كبار العلماء، مبينًا أن المسلمين في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وعهد الخلافة الراشدة وفي القرون المفضلة كانوا يمارسون حياتهم العادية دون اللجوء للفتاوى إلا إذا شكوا في بعض الأمور”.
وأشار الغيث إلى أنه “من أسباب تخلفنا الوقوف ضد كل جديد فيه تطوير، كما حدث حينما عارض البعض تعليم البنات قبل ٥٠ سنة، بينما يتسابق هؤلاء الآن على تعليم بناتهم في الجامعات، وكذلك الحال حينما عارضوا إدخال مادة اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية رغم أنها تدرس في المدارس الأهلية منذ سنوات”.
وتأَسّف عضو مجلس الشورى على أن “الذين يحملون لواء الوسطية هم قلة رغم كثرة عددهم؛ كون الغالب منهم صامتين؛ لأن الصوت الأعلى هو صوت التشدد الراديكالي الذي يريد أن يفرض رأيه على المجتمع”.
واختتم الغيث حديثه محذرًا من أن “الصوت الراديكالي المتشدد أعادنا سنوات للخلف بسبب وقوفهم ضد الكثير من حقوق المرأة، وما يحتاجه العالم للتنمية والتطور في عشر سنوات نحتاج نحن له لخمسين سنة، ليس بسبب الدولة وإنما بسبب المتسيدين من الصوت المتشدد، وأوصي بالاعتصام بالكتاب والسنة بمنهج سلفي وسطي يحقق السعادة لنا في الدنيا والآخرة”.