بينما كان مرتزقة فاغنر الروس ذوو السمعة السيئة، في مقدمة جبهة القتال في بلدة باخموت المنكوبة شرقي أوكرانيا؛ شارك أحد المقربين من زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين في معركة أخرى، لكسب قلوب وعقول الناس في المناطق التي سيطرت عليها موسكو خلف الخطوط الأمامية.
ومن خلال علاقته ببريغوجين، شارك الرئيس الإعلامي في مشاريع لبسط النفوذ الروسي من أفريقيا إلى الولايات المتحدة، وهو يخضع لعقوبات غربية؛ لنشره معلومات مضللة.
من الناحية الرسمية تتمثّل وظيفة مالكفيتش في إدارة القنوات التلفزيونية التي تمولها الدولة في مدينة سان بطرسبرغ، مسقط رأس بريغوجين، لكن في صيف عام 2022 انتقل إلى المناطق التي كان مسيطرًا عليها آنذاك في أوكرانيا، جاعلًا من مدينة خيرسون الجنوبية مقرًّا له.
كانت مهمته الرئيسية إنشاء محطات تلفزيونية موالية لروسيا في المناطق التي استولت عليها منذ بداية الغزو الشامل، فأنشأ قناة “تافريا تي في” في خيرسون و”زا تي في” في ميليتوبول و”ماريوبول 24″ في منطقة دونيتسك الشرقية.
وتردّد القنوات الإعلامية روايات الكرملين الدعائية؛ فعلى سبيل المثال قام برنامج حديث بثّته قناة “تافريا تي في” بتذكير مشاهديه بالأسباب التي ساقتها موسكو سببًا لشنّ حربها ضد أوكرانيا.
وجاء في البيان: “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: إن العملية العسكرية الخاصة كانت خطوة إجبارية؛ لأن موسكو لم يكن أمامها خيار آخر. لقد وُجدت مثل هذه المخاطر الأمنية لتهديد روسيا بما لا يمكّنها من أي رد فعل آخر”.
كانت إحدى العقبات الرئيسية التي واجهت مالكفيتش، النقص الحادّ في الكوادر المستعدّة والقادرة على العمل في قنواته.
ولتدريب العاملين افتتح “مدرسة إعلامية” في خيرسون، وأصبح رئيسًا لقسم الصحافة في الجامعة المحلية، وألّف كتابًا مرجعيًّا للعاملين في مجال الإعلام المتطلعين إلى العمل في المناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، بعنوان “الصحافة الروسية الحقيقية للمناطق الجديدة”.