“المرأة لا تقود السيارة”.. قاعدة مرورية يتمسك بها المسؤولون في المملكة، لكن هذه القاعدة في الحقيقة لا تُرضي عددًا من المواطنات، وأمام ذلك لجأن إلى إطلاق حملتهن «قيادة 29 مارس» وهي حلقة جديدة في سلسلة الحملات الاعتراضية، التي تدعو المرأة لقيادة السيارة بشوارع وميادين المملكة.
وعلى الفضاء الإلكتروني، كان موقع «تويتر» محتضنًا لهاشتاق «#قيادة29مارس»، الذي عبر من خلاله عدد من المغردات عن تأييدهن لقيادة المرأة في المملكة، ورفعن خلاله شعار «إذا كان من حقي أن أتسوق.. فمن حقي أن أسوق».
«من حقي أسوق»
تعليقات البعض على الهاشتاق كانت مصحوبة بمقطعي فيديو؛ الأول لبعض مواطنات يقدن سيارةً صباح اليوم السبت، ويحمل عنوان «د. هالة الدوسري تقود على طريق الملك عبدالعزيز نهار #قيادة29مارس»، والثاني بعنوان «السيدة عزيزة اليوسف تقود على شارع العليا الآن #قيادة29مارس».
«مؤيدون وساخرون»
علي العنزي علق على هاشتاق «#قيادة29مارس»، قائلا: «هناك إصرار من نساء المملكة على ممارسة حقهن في الحركة والعمل.. والاستغناء عن السواقين الأجانب».
بينما ذكر «ماجد»: «يا ليت الوالدة تقدر تسوق جان افتكينا من السواق ومشاكل السواق، هي الوحيدة في البيت اللي ما تسوق سيارة»، وقال إبراهيم السلمان: «متى تعي نساؤنا بأنه قرار دولة، ومتى ما أمرت بذلك سيرضخ أغلب المعارضين له، بل سيجدون المبررات الشرعية لذلك!».
في الوقت نفسه، شن آخرون هجومًا على دعوة قيادة المرأة للسيارة؛ حيث قال «السيد تويتر»: «عزيزتي المطالبة بالسواقة تذكري مواعينك وتنظيف البيت والكرف وتبين بعد تروحين تشترين مقاضي البيت وتعبين الغاز والجوالين هههههه».
«الفوزان يحذر»
ومنذ أيام، تناقل عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح الفوزان، يرد فيه على سؤال: «هل هناك حجة فيما يقول إن الركوب على الراحلة في السابق دليل على إجازة القيادة للنساء”. قائلا: «الركوب على الراحلة ما فيها خطر، ولا يترتب عليها مفاسد.. على خلاف قيادة المرأة للسيارة فيها خطر ومحاذير كثيرة».
وأضاف: «لذلك يمنع قيادة المرأة للسيارة.. فإذا صار معها مفتاح سيارة ستذهب إلى أي مكان ليل نهار، ولا أحد يمنعها، وليس للرجل عليها سلطة.. وقد يواعدها رجل فاجر فتذهب له».
«الداخلية تحذر»
كانت وزارة الداخلية أعلنت في بيان سابق لها التحذير من التفاعل مع دعوات قيادة المرأة، وقالت: “عطفًا على ما يُثار في شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام من دعوات لتجمعات ومسيرات محظورة، بدعوى قيادة المرأة للسيارة، وحيث إن الأنظمة المعمول بها في السعودية تمنع كل ما يخلّ بالسلم الاجتماعي، ويفتح باب الفتنة، ويستجيب لأوهام ذوي الأحلام المريضة من المغرضين والدخلاء والمتربصين”.
يُشار إلى أن المملكة شهدت عدة حملات سابقة دعت لقيادة المرأة للسيارة، وكان من أبرزها الحملة التي شهدتها السعودية في نوفمبر 1990، حيث شاركت 17 سيارة فيها 47 امرأة في الحملة، وانتهى المطاف باعتقال النساء، ومنعهن من السفر.
ولم يرحل عام 2013 قبل أن تنطلق دعوة في 26 أكتوبر الماضي لقيادة السيارة أيضًا، واليوم تواصل مواطنات دعواتهن من أجل السماح لهن بقيادة السيارة.