قامت عدة دول غربية، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، إضافة إلى روسيا، بتعزيز قواتها في مناطق شرق البحر المتوسط، في وقت تصر فيه حكومات تلك الدول على أن نشر مزيد من القوات في المنطقة “الساخنة”، لا علاقة له بالتقارير عن قرب توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
ففي البداية أعلنت روسيا أنها تعتزم إرسال سفينة مضادة للغواصات وقاذفة صواريخ “خلال الأيام المقبلة” إلى المتوسط، وفق ما أفاد مصدر عسكري روسي، في وقت تعد الولايات المتحدة وحلفاء غربيون لها لضربة محتملة ضد سوريا.
وقال مصدر في رئاسة أركان القوات المسلحة الروسية إن “الوضع الذي يزداد تعقيداً في شرق المتوسط يتطلب منا تكييف القوات البحرية إلى حد ما. وستضاف سفينة مضادة للغواصات وقاذفة صواريخ خلال الأيام المقبلة إلى الأسطول” الروسي المنتشر في هذه المنطقة.
ومن جهة أخرى أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الخميس، في فيينا أن فريق المفتشين الدوليين الذين يحققون في هجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية في سوريا سيغادرون هذا البلد بحلول صباح السبت.
وقال بان كي مون للصحافيين: إن المفتشين “سيواصلون تحقيقاتهم حتى الجمعة وسيخرجون من سوريا بحلول صباح السبت وسيرفعون تقريرهم لي حال خروجهم”.
ومن جهتها أعلنت وزارة الدفاع البريطانية اليوم أن لندن أرسلت ست طائرات حربية من طراز تايفون إلى قاعدتها في قبرص لحماية المصالح البريطانية وسط تزايد التوتر بشأن سوريا.
وقالت الوزارة إنه “إجراء محض احتياطي للتأكد من حماية المصالح البريطانية والدفاع عن منطقتنا السيادية في القاعدة مع تزايد التوتر في المنطقة”، مؤكدة أن الطائرات لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا.
وفي سياق متصل صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم أن على الأسرة الدولية “العمل على وقف تصاعد العنف” في سوريا، بينما تناقش القوى الغربية عملاً عسكرياً محتملاً ضد دمشق.
وقال هولاند بعد لقاء مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا: إنه “يجب بذل كل شيء من أجل حل سياسي”، مؤكداً أن “الأسرة الدولية قادرة على وقف تصاعد العنف الذي يتجسد في المجزرة الكيمائية”.
وفي وقت سابق اليوم حث وزير الخارجية الصيني وانغ يي على ضبط النفس مع تزايد التوترات بشأن سوريا، قائلاً إن أي تدخل عسكري في الأزمة سيؤدي فقط إلى تفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط.
وقال “وانغ” إن العمل العسكري لن يكون مفيداً، لكنه جدد أيضاً معارضة الصين لأي استخدام للأسلحة الكيماوية, وتابع: “الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية المشكلة السورية”.