صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها بعنوان ( الممانعة والشعارات البراقة ) : ليس يسيراً على إيران أن تتراجع عن كذبة قضت في تصريفها عقوداً، إذ ترى الطريق إلى القدس يمرّ عبر احتلال الدول العربية وتدميرها أولاً، وقتل شعوبها ثانياً، بزرع ميليشيات الإرهاب هذه حقيقة إيران، وهدف متاجرتها بالقضية الفلسطينية، وحقيقة أتباعها من دول وأفراد وميليشيات، حيث أطلقت عليهم محور المقاومة والممانعة، وأن الأصل في ذلك توسعها وبسط نفوذها عبر الإرهاب وتشريد الشعوب.
وقالت : مما لا شك فيه، كان مصطلح المقاومة والممانعة مجرد كذبة سمجة وحمقاء قدم آلاف المضللين والمساقين بالعاطفة أرواحهم ثمناً رخيصاً لها، ومن غير أن يكونوا مؤهلين لمعرفة الحقيقة التي تمت التعمية عليها من خلال غطاء دعائي هو عبارة عن شبكة من الأوهام تم نسجها لتكون صالحة للاستعمال في كل ظرف، وبصرف النظر عن تبدّل الهدف، وانتقال فوهة البندقية من جهة إلى أخرى نقيضة , نعم إنها المقاومة والممانعة التي هزمت المؤامرة الكونية، وكل شيء من أجلها كان مؤجلاً لتنتهي من مقاومة إسرائيل محتلة الأرض ومغتصِبة الحقوق، باسمها اعتُبِر السوريون غير وطنيين وإرهابيين، باسمها لم يعد اللبناني يشعر بإنسانيته، باسمها تم العبث بالعراق اقتصادياً وأيديولوجياً، باسمها أصبح نصرالله المقاوم الأول، والخامنئي سيد المقاومة.
وأضافت : نعم إنها المقاومة، إذ بات من بركات ترسيم الحدود البحرية بين حزب الله وإسرائيل، الانتقال من امتطاء كذبة الممانعة إلى ساحة التطبيع، وانفضاح خططها، وبيان زيفها وكذبها للجميع، وباتت حقيقتها مكشوفة لا تخفى على أحد.
وأختتمت : لذلك، مع محور المقاومة والممانعة لا حدود لتزوير الوقائع، وتحريف الحقائق، وتعميم الخدع، تهرباً من المسؤولية، وتنصلاً من المساءلة والمحاسبة، جراء النتائج الكارثية التي حلّت بالمنطقة وشعوبها بسببهم، وآخرها ترسيم الحدود البحرية نيابة عن لبنان وشعبه الذي لم يذهب إلى محور المقاومة والممانعة ويصبح مرتهناً لاستراتيجيته، على صهوة حصان منفرد اسمه حزب الله، بل دخلت عربته عوضاً عنه حلف الأقليات، يجرها حصانان واحد يهتف له جمهور حزب الله، وآخر يهتف له جمهور عون، يقدمون أهواءهم حلاً لكلّ أزمة، لا يستعيد للبنان استقراراً ولا ازدهاراً ولا نمواً مستداماً.