صعَّد سكان ومُلاك مخطط “القحمة” بمحافظة أبو عريش شرق منطقة جازان ملف قضيتهم إلى وزارتَيْ الشؤون البلدية والقروية والإسكان والطاقة، وذلك بعد عشرين عامًا من تجاهُل إيصال الخدمات الرئيسية إليه من كهرباء وأسفلت وغيرهما؛ ما كبَّدهم خسائر كبيرة بسبب منازل اقترضوا لبنائها، ولم يستفيدوا منها شيئًا.
وحصلت “احد المصادر” على نُسخ من شكاوى، تم توجيهها إلى وزارة الشؤون البلدية ووزارة الطاقة وإمارة المنطقة، بعد أن تنصلت جهات من المسؤولية بحجة عدم وجود معالم لإيصال الكهرباء، أو بعدم توافُر ميزانية للتطوير في الفترة الحالية.
وكان المخطط قد وُزع كأراضي منح على أكثر من 1600 مواطن إلا أنه بقي كما هو منطقة جرداء، ولم يتم الاستفادة منه؛ إذ إنه ينتظر كغيره من المخططات في المنطقة نصيبه من التطوير.
وقال بعض مُلاك المخطط إنه بالتحديد في عام 1423 تم توزيع المخطط، وفي 1425 تم إفراغ الأراضي من قِبل كتابة عدل أبو عريش، لافتين إلى أنهم تقدموا في حينه بطلبات إلى الصندوق العقاري، وصدرت لهم موافقات على القروض، ولكن -بحسب قولهم- ظل المخطط يفتقر لأدنى الخدمات التي تؤهله للبناء؛ ما دفع الكثير منهم إلى تأجيل القرض، أو البحث عن مكان آخر.
وأوضحوا أن بعضهم انتظر عقدَيْن من الزمن في سبيل الالتفات له، لكن دون جدوى.. موضحين أن برامج “وزارة الإسكان” للبناء الذاتي سهّلت أمور الإقراض، بينما في المقابل بقي المخطط كما هو. مشيرين إلى أن أملهم كبير في تطويره بعد قرار دمج “الإسكان” مع “وزارة الشؤون البلدية والقروية”.
وكانت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان قد أطلقت مبادرة لتطوير مخططات المنح، تهدف إلى تنفيذ 3.295 مخططًا على مستوى السعودية، بإجمالي 2.300.000 قطعة أرض، وإيصال كامل الخدمات لها؛ وذلك اتباعًا لقرار مجلس الوزراء رقم 36 وتاريخ 1431هـ.
وتستهدف المبادرة جميع شرائح وفئات المجتمع في جميع مناطق السعودية، وتسهم في تحقيق هدف الارتقاء بجودة الخدمات المقدَّمة في المدن عن طريق توفير الخدمات، وتنفيذ البنية التحتية لمخططات المنح؛ إذ إن الأثر المتوقع من المبادرة هو توفير البنية التحتية وكامل الخدمات، وتنفيذ المخططات لأراضي المنح. ومخرجات المبادرة هي مخططات لأراضي المنح مسفلتة ومكتملة البنية التحتية.
يُشار إلى أن أمرًا ملكيًّا صدر قبل أعوام عدة باعتماد 20 مليار ريال لإيصال الخدمات من كهرباء ومياه وسفلتة إلى مخططات المنح في جميع المناطق؛ لاستفادة المواطنين منها، ومع ذلك لا تزال الكثير من المخططات خارج الخدمات والتطوير حتى الوقت الحالي، بما فيها مخطط القحمة بجازان، فيما تشهد مخططات أخرى بُطئًا في إيصال الخدمات، منها “فلس” بـ”أبو عريش”.