طالب سكان قرية “قزع” الواقعة على ضفاف وادي خلب الى الشرق من محافظة أحد المسارحة بجازان، اللجنة المشكّلة من قِبل إمارة المنطقة بالتحقيق في أضرار السيول ومحاسبة المقصرين، بفتح ملف غرق قريتهم، وذلك بعد تعثر عددٍ من المشاريع الرئيسة، ومنها مشروع درء أخطار السيول، ومشروع السفلتة، موضحين أن مطالبهم مضى عليها أكثر من 14 عاماً، لكن دون جدوى أو فائدة، والخطر لا يزال مستمراً.
تفصيلاً، قال سكان قزع إن القصة بدأت فصولها قبل 14عاماً وذلك حينما تقدموا بشكوى إلى المجلس البلدي لافتقار قريتهم إلى عديد من المشاريع؛ حيث بيّن المجلس في ردّه أن مشروع السفلتة قد درس في ميزانية عام 1430هـ؛ لتبدأ بعدها رحلة جديدة من المعاناة والشكاوى والمخاطبات بين عددٍ من الجهات الحكومية -تحتفظ “سبق” بنسخ منها-.
ولفت المتضرّرون إلى أن القرية تقع بمحاذاة واحد من أكبر وأشهر أودية جازان “وادي خلب” الذي يجلب السيول المنقولة من أماكن بعيدة وتكون خطرة، مشيرين إلى أن تعثر مشروع درء أخطار السيول بجانب مشروع السفلتة داخل القرية وإغفال عمل جسر أو عبّارة لربط الطريق المؤدي للقرية والذي يتقاطع مع الوادي قد يتسبّب في أخطار كبيرة ومحاصرة للمنازل في حال لم يتم تدارك الوضع.
وقالوا: “من المؤسف أن يتم تجاهل قرية دون أسفلت 14 عاماً على الرغم من الشكاوى والمطالبات المتكررة والمخاطبات والتوجيهات، موضحين أن شوارع القرية تتحوّل الى شبه ما يكون بالبحيرات والمستنقعات عند هطول أقل الأمطار غزارة والتي تتسبّب في دخول الطين والمياه للمنازل وإحداث أضرار بالممتلكات وحجز السكان، آملين في إمارة منطقة جازان والمتمثلة في اللجنة المشكّلة من قِبل نائب الأمير بفتح ملف مشاريع قرية قزع المتعثرة والبدء بمشروع السفلتة وإكمال الدائري ومشروع درء أخطار السيول ومحاسبة المتسبّب في تعطيل وصول الخدمات للقرية.
من جهتها، اعترفت بلدية أحد المسارحة، في خطابٍ موجهٍ الى الامانة قبل ثمانية أعوام، وبالتحديد في عام 1436هـ -اطلعت عليه “سبق”- بأن مشروع السفلتة تعثر نتيجة للمقاول، مشيرة من خلال الخطاب إلى أنها وجّهت له ثلاثة إنذارات ولم يتجاوب.
وفيما يخص مشروع درء أخطار السيول على الحزام الدائري جاء في الخطاب أنه لا يوجد مشروع ولم يتم حتى دراسة لذلك بسبب توقف مشروع الحزام، لافتة إلى أنه تم توجيه أيضاً عدة إنذارات للمقاول كان أولها في عام 1433هـ والثاني والثالث عام 1436هـ، مشيرة إلى أنه لم يتجاوب هو الآخر.
وكشف المجلس المحلي، في خطابٍ له بعد الشخوص إلى الموقع وذلك بتاريخ 1 /1/ 1438، أن سيول وادي خلب تشكّل خطراً جسيماً على القرية، مشيراً إلى أنه سبق أن اقتحمت عدداً من المنازل.
وكانت منطقة جازان قد تعرّضت لأمطارٍ غزيرة خلال الأيام الماضية تسببّت في غرق عددٍ من القرى ودخول السيول إلى بعض المنازل وإحداث أضرارٍ بالغة بالممتلكات؛ ما دفع بإمارة منطقة جازان إلى تشكيل لجنة عاجلة برئاسة وكيل الإمارة، وعضوية الجهات المعنية، للوقوف على أسباب تحول السيول إلى القرى في محافظتَي أحد المسارحة والدرب، والتحقيق مع المتسبّبين، والرفع بالنتائج بشكلٍ عاجلٍ، ومحاسبة المقصرين نظاماً.
من جهة أخرى، هرعت الأمانة والجهات ذات الاختصاص إلى فتح العقوم في الأودية للتقليل من الأضرار، ولمنع تجمُّع المياه وعودتها إلى المنازل وبعض القرى المجاورة لها.