فجر قيادي في تنظيم «داعش» الإرهابي نفسه بحزام ناسف، بعد محاصرته من قبل قوات النظام السوري في جنوب البلاد، وفق ما أورد الإعلام الرسمي نقلاً عن مصدر أمني، اليوم الأربعاء، في عملية نادرة من نوعها.
وأعلن المصدر السوري، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، عن تنفيذ «الجهات الأمنية المختصة عملية أمنية نوعية» أدت إلى «مقتل الإرهابي أبو سالم العراقي» في ريف درعا الغربي «بعد محاصرته وإصابته بعدة طلقات قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف». وكان العراقي، وفق المصدر الأمني، الزعيم العسكري للتنظيم المتطرف في جنوب سوريا.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل العراقي، أمس الثلاثاء، بعد محاصرته من قبل القوات الحكومية ومسلحين محليين. وقال إنه كان يتوارى عن الأنظار في المنطقة منذ عام 2018، وإنه شارك في الاغتيالات والفوضى التي تشهدها منطقة الجنوب السوري بين الحين والآخر.
ومحافظة درعا هي المنطقة الوحيدة التي لم يخرج منها كل مقاتلي الفصائل المعارضة بعد سيطرة القوات الحكومية عليها عام 2018، بموجب اتفاق تسوية رعته موسكو وأبقى وجود مقاتلين معارضين احتفظوا بأسلحة خفيفة، فيما لم تنتشر قوات النظام في كل أنحاء المحافظة. واقتصر وجود التنظيم على جيب صغير، من خلال فصيل متطرف بايعه، قبل أن يتم دحره من المنطقة.
ومنذ عام 2018، طغت الفوضى الأمنية وتفلت السلاح على المشهد في محافظة درعا، التي كانت مهد الاحتجاجات الشعبية عام 2011؛ إذ تكرر وقوع تفجيرات وعمليات إطلاق نار طالت القوات الحكومية، واغتيالات طالت موالين ومعارضين سابقين وحتى مدنيين عملوا لدى مؤسسات حكومية. وتبنى تنظيم «داعش» تنفيذ عمليات عدة منها.
ومنذ إعلان القضاء على التنظيم المتطرف عام 2019، انكفأ مقاتلوه بشكل رئيسي إلى البادية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرقاً)، حيث تخوض القوات الحكومية، بدعم جوي روسي، اشتباكات بين الحين والآخر مع خلايا التنظيم، توقع قتلى من الطرفين. كما يتوارى عدد من قياديي ومقاتلي التنظيم في قرى ومناطق مختلفة.
ويلاحق التحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديي التنظيم وينفذ عمليات لاعتقالهم؛ إن كان في دير الزور أم في مناطق أخرى أبرزها إدلب، حيث أعلنت واشنطن في فبراير (شباط) الماضي مقتل زعيم التنظيم السابق أبو إبراهيم الهاشمي القرشي بعدما فجر نفسه خلال عملية شنتها قوات خاصة أميركية.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.