تشهد منطقة جازان موسم هطول الأمطار، غمرت مزارعي البن بفرحة عارمة، بعد أن كادت موجة الجفاف لهذا العام تقضي على معظم أشجار البن، مخلفةً خسائر فادحة تكبّدها المزارعون في ثمار المحصول، وفقد عدد كبير من أشجار البن.
وشهدت مدرجات جبال جازان الزراعية في الآونة الأخيرة؛ توسعًا وإقبالًا كبيرًا من قبل المزارعين لزراعة شجرة البن، في ظل التوجه الحكومي لدعم البن، فيما أُطلقت في السابق عدة مبادرات من الجهات الحكومية والخاصة، استفاد منها المزارعون وشجّعتهم على الزراعة.
وعلق المهتم بالمبادرات والبرامج التطويرية جابر بن علي المالكي، لـ”سبق” قائلًا: “إن موسم الأمطار أعاد الأمل لمزارعي البن بعد موجة جفاف حادة، مخلفةً خسائر كبيرة لمزارعي البن؛ مما جعل مبادرات الجهات الحكومية والخاصة السابقة على المحكّ، مواجهةً تحدّيًا كبيرًا واختبارًا حقيقيًّا أمام موجة الجفاف التي لم تحد من تأثيرها”.
وبيّن “المالكي” أنّ مِن أهم الأسباب الرئيسية التي فاقمت المشكلة أكثر لدى المزارعين، وزادت من حدة موجة الجفاف؛ أنه لم تكن تلك المبادرات والجهود وفق إستراتيجية متكاملة، لضمان الاستدامة والاستمرارية؛ إذ لم تتضمن مشاريع استراتيجية لحصاد مياه الأمطار كالسدود، وغيرها لدعم المزارعين.
وأردف: “إن المزارعين بالمناطق الجبلية يعتمدون بشكل كامل على مياه الأمطار؛ مما يجعل عملية الاحتفاظ بها واستخدامها بكفاءة، أمرًا أساسيًّا في عملية دعم زراعة البن، داعيًا وزارة البيئة والمياه والزراعة لإعادة النظر بمراجعة المبادرات المنفذة، وتقييمها، ودراسة مخرجاتها وتطويرها، واستحداث برنامج متكامل وشامل لزراعة البن، يضم جميع المبادرات السابقة، ويعتمد على إستراتيجية متكاملة وشاملة على المدى القريب والبعيد، تشتمل على تطبيق أفضل الممارسات العالمية لزراعة البن، وجني المحصول وتجفيفه، وعملية حصاد مياه الأمطار وتخزينها ونقلها والاستفادة منها.
وختم “المالكي”: “إن المنطقة الجبلية بحاجة ماسّة لبناء السدود لدعم زراعة البن، والإسهام في إمداد مياه الشرب، وكذلك حماية الممتلكات وتغذية الخزانات الجوفية؛ لدعم المزارعين وتلبية احتياجاتهم، كشبكات نقل المياه وغيرها؛ حتى لا يتفاجأ المزارعون بموجة جفاف أخرى خلال الأعوام القادمة، تقضي على أحلامهم وتذهب كل الجهود سدى بين عشية وضحاها”.