اتفاقية اسطنبول هل هي تعايش مع الأمر الواقع وان الحرب مستمرة لمدة لا احد يعلم نهايتها ام أنها بداية ايجاد تقارب بين أطراف الحرب لا احد يشك أن الاتفاقية هامة جدا للإنسانية نحن نتحدث عن الغذاء وهو أمر يمس حياة البشرية دون استثناء ولكن أن تكون لمدة محددة 120 يوما دون ذكر أنها قابلة لزيادة امر ذو خطورة خاصة على تكلفة الاسعار فإن شعوب العالم سوف تتهافت على الشراء في منافسة محمومة خاصة وأن دولا كثيرة أصبح المخزون لديها شبه فارغ بعد استنفاذه خلال المدة الماضية اذا نحن سندخل في ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وعملية تخزين بشكل واسع فلا احد يعرف مصير الاتفاقية بعد مضي 120 يوما
دعونا نتابع احداث الاتفاقية وما دار فيها وردود الفعل الدولية تجاهها في هذا التقرير
وقّعت روسيا وأوكرانيا في مدينة إسطنبول – امس الجمعة- على اتفاق يسمح بتصدير الحبوب برعاية الأمم المتحدة ووساطة تركية، وفي حين رحبت عدة دول بالاتفاق دعت أميركا والاتحاد الأوروبي لتنفيذ صارم وسريع للاتفاق.
وجرت مراسم توقيع الاتفاق في قصر دولمة بهجة التاريخي بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ووقع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الاتفاق بشكل منفصل مع نظيره التركي خلوصي أكار، وبعد ذلك وقع وزير البنى التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف على الاتفاقية مع الوزير التركي بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة.
وتجنب الوزيران الروسي والأوكراني الجلوس على طاولة واحدة أو التصافح خلال مراسم التوقيع على الاتفاق.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن هذه الاتفاقية غير مسبوقة، ولكنها تأتي في سياق نزاع دموي ما زال يتواصل ويسبب موت الأبرياء.
وأضاف غوتيريش -في كلمة قبل توقيع الاتفاق- أنه من دون هذه الاتفاقية لن نتمكن من إعادة الاستقرار لأسعار الغذاء في العالم ومساعدة الفئات الهشة.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يفخر بإطلاق هذه الاتفاقية التي ستلعب دورا كبيرا في حل أزمة الغذاء العالمية.
ووجه أردوغان الشكر للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لدعمهما تسهيل إيصال الحبوب إلى مختلف بقاع العالم.
وعقب الاتفاق، قال وزير الدفاع الروسي إنه وقع على مذكرة تنص على مشاركة الأمم المتحدة في رفع القيود المختلفة عن تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
الاتفاق تمّ بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
تعليق موسكو وكييف
وقد رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتوقيع روسيا والأمم المتحدة على مذكرة التعاون والمساعدة في مسألة توريد المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية للأسواق العالمية، قائلا إن التوقيع على هذه المذكرة يدل على الطبيعة المصطنعة لمحاولات تحميل روسيا مسؤولية أزمة الغذاء، وفق تعبيره.
وأوضح لافروف أن اتفاق إسطنبول يضمن رفع العقوبات الغربية عن السلع الغذائية والأسمدة الروسية ويسمح بتوريدها إلى الأسواق العالمية.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن كييف تثق بالأمم المتحدة، وليس بروسيا، لتنفيذ اتفاق بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البحر الأسود.
وقال كوليبا -في مؤتمر صحفي- “لدينا ثقة بالأمم المتحدة كقوة محركة لهذا الاتفاق، وكمؤسسة، وبالأمين العام لتطبيق هذا الاتفاق وكي لا تنتهكه روسيا كما سبق أن فعلت في اتفاقات أخرى عدة”.
ترحيب كبير
وفي ردود الفعل الدولية، قالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد -في مقابلة مع الجزيرة- إن اتفاقية الحبوب بين روسيا وأوكرانيا تمثل مصدر أمل إزاء أزمة الغذاء في العالم، وشددت على أن أهمية الاتفاقية تكمن في تنفيذ بنودها.
أما وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، فأكدت أن عودة الأمن والاستقرار الاقتصادي في العالم تتطلب أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع حد للحرب وأن ينسحب من أوكرانيا.
بدوره، قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، روبرت مارديني، إن الصفقة التي تسمح للحبوب بمغادرة موانئ البحر الأسود لا تقل عن إنقاذ حياة الناس في جميع أنحاء العالم الذين يكافحون لإطعام أسرهم.
من جهته، قال جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية وسياسات الأمن في الاتحاد الأوروبي، إن الاتفاقية الخاصة بإخراج الحبوب الأوكرانية خطوة في الاتجاه الصحيح، داعيا إلى تنفيذها بسرعة.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى التنفيذ الصارم لاتفاق استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية وإنجاحه، قائلا إنه يمكن للاتفاق أن يفيد الملايين حول العالم.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن واشنطن ستحاسب روسيا في حال “أخلت” باتفاق تصدير الحبوب الموقع حديثا بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية.
وأضافت غرينفيلد أن واشنطن ستعمل على تحميل روسيا مسؤولية تنفيذ الاتفاق المبرم برعاية الأمم المتحدة من أجل استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية العالقة في البحر الأسود.
بنود الاتفاق
ووفقا للاتفاق، سيُستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.
وينص الاتفاق على إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات، وسيشارك في المقر الطرفان المتحاربان ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة.
ويعتقد مسؤولو الأمم المتحدة أن إنشاء المركز سيستغرق 3 إلى 4 أسابيع، وهذا يعني أن شحنات الحبوب قد لا تبدأ بالتدفق قبل النصف الثاني من أغسطس/آب المقبل.
ولا تريد أوكرانيا أن تتحقق روسيا من عدم وجود شحنات أسلحة على متن سفنها لدى عودتها إلى مرافئها.
وعوضا عن ذلك ستشرف الأطراف الأربعة على تفتيش السفن في أحد المرافئ التركية لدى عودتها إلى أوكرانيا، وسيكون ذلك على الأرجح في إسطنبول.
ولم يعرف بعد على وجه التحديد من سيسمح له بالصعود على متن السفن الأوكرانية.
ممران إنسانيان
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة فتح ممرين إنسانيين لحركة السفن باتجاه البحر الأسود وبحر آزوف ودونيتسك جنوب وشرق أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان إن الممر الإنساني في البحر الأسود سيسمح للسفن بالعبور يوميا من الساعة الثامنة صباحا حتى السابعة مساء بتوقيت موسكو لمغادرة موانئ خيرسون وميكولايف وتشورنومورسك وأوشاكوف وأوديسا ويوجني في اتجاه الجنوب الغربي.
وأضافت الوزارة أن ممر بحر آزوف سيعمل على مدار الساعة، ويمكن للسفن الراسية في ميناء ماريوبول المغادرة عبره باتجاه البحر الأسود، حسبما نقلت قناة “روسيا اليوم”.
بدوره، رحب المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس بالاتفاق المرتقب اليوم بشأن تصدير الحبوب من أوكرانيا.
وأشاد برايس بما وصفه بـ”العمل الدؤوب” الذي قام به الأمين العام للأمم المتحدة وتركيا من أجل التوصل إلى الاتفاق، وأكد أن واشنطن ستواصل مساءلة روسيا من أجل تنفيذه.
أزمة عالمية
وأسفرت الحرب في أوكرانيا عن تعطيل الإمدادات العالمية من الغذاء والوقود والأسمدة، وأدى ذلك إلى تفاقم الوضع المأساوي لملايين الأشخاص في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وتعقيد عمل وكالات الإغاثة التي تكافح من أجل مساعدتهم.
وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية في العالم، وتخضع موانئ أوكرانيا -بما فيها ميناء أوديسا الرئيسي- لحصار يفرضه أسطول روسيا في البحر الأسود.
ويوجد نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في صوامع في أوديسا، حيث تقطعت السبل بعشرات السفن بسبب هجوم موسكو الذي تصفه بأنه “عملية عسكرية خاصة”.
ووصل مؤشر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لأسعار الغذاء -الذي يقيس التغير في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأساسية- إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في فبراير/شباط الماضي، وقفز إلى مستوى قياسي جديد في مارس/آذار الماضي
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، يعود هذا الارتفاع في المؤشر إلى الزيادة الكبيرة في أسعار الحبوب والزيوت النباتية بسبب تأثير الحرب في أوكرانيا على سلاسل التوريد.
وتعتقد الأمم المتحدة أن إعادة فتح الموانئ الأوكرانية قد تساعد في تجنب المجاعة بأجزاء من العالم.
دولمة بهجة.. قصر عثماني يشهد توقيع أول اتفاق يضم روسيا وأوكرانيا بعد الحرب تعرف عليه
شهد قصر “دولمة بهجة” التاريخي بإسطنبول -اليوم الجمعة- توقيع اتفاق يضم موسكو وكييف المتحاربتين منذ 5 شهور بشأن آلية تصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود، والذي يترقب العالم نتائجه
مصدر روسي يكشف بعض تفاصيل اتفاقية نقل الحبوب وهجوم للجيش الأوكراني على القوات الروسية
نقلت وكالة سبوتنيك عن مصدر مطلع أن الاتفاق بشأن تصدير الحبوب يعني إنشاء منطقة أمنية لفحص السفن بالقرب من المياه الأوكرانية، في حين أعلن الجيش الأوكراني أنه شن هجوما جديدا على القوات الروسية في الجنوب.
ما أكثر الدول تضررا من أزمة الحبوب في أوكرانيا؟
يثير ارتفاع الأسعار الذي سببه حصار روسيا للموانئ الأوكرانية والآثار المتتالية للعقوبات الغربية على موسكو؛ المخاوفَ من نقص الحبوب المحدق، وتصاعد الجوع في جميع أنحاء العالم.
الاتحاد الأوروبي: تصدير الحبوب من أوكرانيا مسألة حياة أو موت
وصف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي استئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا بأنه “مسألة حياة أو موت” وقال قبل اجتماع لوزراء الخارجية إن هناك أملا بالتوصل لاتفاق لفتح ميناء أوديسا.