صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها بعنوان (الحالة الثقافية ) : لا يمكن قراءة أي نجاح وتطور حضاري في أي صقع من أصقاع العالم بمنأى عن الاستقرار والثبات وصلابة التأسيس، من هنا يمكننا استجلاء وفهم سرّ النجاح وتجاوز التحديات مهما بلغ حجمها، والتي تفوّقت مملكتنا العظيمة في التعاطي معها بنجاعة وحصافة لافتين.
وأعتبرت أن هذا التماسك والاستقرار والثبات لأركان دولتنا – أعزّها الله – تجلّى بوضوح ساطع في هذا الـتأسيس النواتي الذي بدأ صلباً وواضحاً ومؤمناً بأهدافه واستراتيجيته المستقبلية التي ترنو بعين واثقة لمستقبل ومشروع حضاريين لا سقف لحدود طموحها، وإيمانها باستحقاقها الوجودي الضخم الذي يتّكئ على عناصر ومقوّمات ومزايا تاريخية وإنسانية وسياسية ودينية.
وبينت أن الثقافة بوصفها رافعة تنويرية مهمة تؤكد أهميتها وراهنية حضورها كمطلب وجودي وحاجة أساسية للعيش؛ وهو مطلب يتناغم مع أحد مرتكزات رؤية «2030» الملهمة، التي جعلت من جودة الحياة عنصراً أساسياً لا غنى عنه، وقد كان لحضور الثقافة مؤخراً عبر مشروعات ثقافية وتنويرية وتواصل جميل مع الآخر أصداء مبهجة أكدت أن الثقافة رافعة حضارية واقتصادية وإنسانية مهمة في الدفع بعيداً بمجتمعنا بأطيافه كافة نحو مزيد من التلاقح الحضاري والإنساني، وترسيخ قيمة الثقافة كلغة كونية يتعاطاها المجتمع الإنساني بكل حب وانفتاح واقتبال.
وزادت : اليوم تستعد وزارة الثقافة لإصدار النسخة الثالثة من تقرير «الحالة الثقافية في الفضاء العام»؛ وهو عنوان كما يشي ويشير يذهب بطموحاته إلى حدود وآماد رحبة؛ وتبدو أهمية هذا التقرير في استعراضه ورصده وأرشفته لأبرز التحولات والإنجازات الثقافية؛ كما أنها تومئ بطرف جليّ إلى واقعنا الثقافي المتصاعد ومؤشراته تحت رعاية وزارة الثقافة التي سلكت نهجاً شفافاً مصحوباً بيقظة مدركة لأهمية الثقافة وضرورة انغماسها وانهمامها بالشأن العام إن على المستوى الحضاري أو الاقتصادي وغيره.
وأوضحت أن التأكيد يبقي على الأسس المعرفية والاستناد على الأبحاث والدراسات المعتمدة يجعل من تقرير الحالة الثقافية أكثر رصانة وقوة، ويمنح المهتمين والمختصين مطالعة دقيقة وموثوقة ينتج عنها تحسين الأدوات والقدرات واستغلالها في شتى جوانب الإبداع.
وختمت : التقرير بشكل عام يؤمّل عليه رصد الواقع الثقافي، وسيكون خارطة طريق إبداعية تتلمّس مواطن التفوق، فترفدها دون إغفال لما من شأنه تحسين جودة المجال والارتقاء به لمستويات عالية بعد معرفة مواضع القوة والضعف.