صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها بعنوان (إِذًا لاَ يُضَيِّعُنا) : ملحمة إنسانية يقدمها السعوديون كل عام عندما تهوي أفئدة من الناس إلى الأراضي المقدسة ليذكروا الله في أيام معلومات.
واضافت : وتبذل المملكة الغالي والنفيس لخدمة ضيوف الرحمن وتقدم لهم التسهيلات كافة لأداء الشعيرة العظيمة بكل يسر وطمأنية .
نجاح السعوديين في الحج يرجع إلى استشعارهم لهذه المهمة المقدسة انطلاقاً من قيمة سامية متأصلة يرعاها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
وأوضحت : ودوماً ما يؤكد الملك المفدى، على ما أنعم الله به على هذه البلاد المباركة من شرف خدمة بيته العتيق ومسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن تكون مقصداً ووجهة للحجاج والمعتمرين، فأصبحت رعايتهم والقيام بخدمتهم والسهر على راحتهم في قمة اهتمامات الدولة منذ تأسيسها ولا تزال، مع مواصلة تلك المهمة بأعلى كفاءة، وهو – حفظه الله – دائم التوجيه لجميع قطاعات الدولة المعنية بالحج للقيام بهذا الشرف العظيم على أكمل وجه وفق الخطط التنظيمية والتشغيلية، وبذل كل ما من شأنه التيسير على ضيوف الرحمن ليؤدوا عباداتهم ونسكهم بروحانية وطمأنينة.
هكذا عندما تكون المشاعر صادقة والرغبة جادة يكون للعمل قيمة نبيلة، يؤطرها النجاح وهذا ما يلمسه الحجاج والمعتمرون على أرض الواقع، من خدمات تقدمها المملكة حكومة وشعباً.
وبذلك تمكنت بلادنا المباركة من تحقيق نجاحات متعددة في مختلف المجالات والخدمات المقدمة للحجاج رغم التحدي المتمثل في اجتماع أكثر من مليوني حاج في وقت ومكان واحد وبثقافات مختلفة، الأمر الذي جعل من المملكة أنموذجاً في القدرة على إدارة الحشود على مستوى العالم.
وتابعت : إن الجوانب الإنسانية التي نشاهد صورها خلال أيام الحج هي عقد فريد ضمن منظومة متكاملة أسست لها الدولة ، والتي تبدأ من خلال الاستعداد لموسم الحج فور انتهاء الموسم الذي قبله، بالاستناد إلى دراسات وافية لجميع التجارب السابقة لتسهيل هذه الرحلة الإيمانية المهمة.
وتؤدي الجهات الموكلة بخدمة الحجاج عملها بكل جهد وأمانة وإخلاص وتفانٍ.
ويستفيد الحجاج من منظومة مشروعات عملاقة متكاملة نفذت بمئات الملايين.
وفي كل عام يتم ابتكار أفكار جديدة ومبادرات حقيقية تضيف بعداً آخر لنوعية الخدمة، ولعل من أبرز ذلك توظيف التقنية لينشئ مفهوم الحج الرقمي.
وختمت : هنيئاً للسعوديين بهذا الفخر العظيم، والحجاج يلبون للخالق العظيم وهم يرفلون بخدمة عظيمة، وذاكرتهم تنتشي بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ترك أم إسماعيل بواد غير ذي زرع قائلة: آلله أمرك بهذا؟ قال نعم، قالت: إِذًا لاَ يُضَيِّعُنا.